كونه تتويج لثورة شعب مرت بمنعطفات جمة خاضها الشعب الجنوبي الثائر بإصرار وتعطش لمصافحة فجر الحرية الذي طالما حجبه سواد ليل التوحيد مع الشمال، وباستمرار العمل الثوري وغرس الوعي الوطني بانتزاع الحق المطلوب بلغت الثورة ذروتها، فلم يبقي هناك جنوبي لم يشاغف قلبه التوق ليوم الاستقلال وباعتراف دولي تظم به الدولة السليبة لترف رايتها في مجلس الأمم. لرقي الشعب الثائر سلك السلم في اولي مراحله وأوصل مطلبه صوتا وصورة الي أصقاع العالم وكله ثقة بالقوانين الأممية التي تقر بحق تقرير مصير وحرية الشعوب في كافة إرجاء المعمورة. وبوجود صراعات الأمم التسيدية والمصالح الدولية لم يصغي صوت الشعب المطالب بالاعتراف بقضيته العادلة ولم تنفض القوانين الدولية جمود لعبة الامم الذي أصبحت تحت إطماعها وسيلة تستخظم فقط وفق المحاصصات الإستراتيجية لفرض الهيمنة. وباستمرار الصمت الإقليمي والدولي استمر الإصرار الثوري لدي الشعب، حتى أيقن العالم أجمع إن لا وسيله تثني هذا الشعب عن سبيله،
تم اختلاق العوامل كحجج يبرر بها العالم صمته وتنصله عن مفاهيم وبنود القوا نيين والأعراف الدولية فتم ضخ الأموال محاولة للاختراقات وسخر الإعلام المسنود لإبراز كيانات عدة ليتشتت المطلب الأساسي لهذا الشعب فكانت الحجة الأكبر بعدم الاستماع لمطلب هذا الشعب هو تعدد الكيانات التي تبدي وجهات نظر متفاوتة للتعامل مع المحتل والإقليم والعالم قاطبة.
ارتسمت بوادر الأمل لدي الشعب المغلوب بنهوض الحلف العربي وعاصفته فكان لها السند الأكبر لم يبخل بتضحياته التي أخجلت من غض الطرف وتقاعس مسبقاً عن شعب ووطن جدير بايلائه الثقة كمشارك أساسي في حفظ امن المنطقة والإقليم.
ولكون دول الإقليم وتحديداً دول التحالف العربي باحثة عن شعب وجغرافية تعزز امنها لمست ان الشعب الجنوبي بإخلاصه ورقيه وموقعه الجغرافي هو السند الأضمن والرادع القوي لأي مطامع تزعزع امن المنطقة.
ولكون الشعب الثائر لم يمتلك سوي وطنيته ومقاومته التي تجليت بسالتها في صناعة النصر في كافة مناطق الجنوب وماوري الحدود ، ولكنه لا يمتلك الحامل السياسي الموحد الذي يخاطب به العالم كمفوض من قبل كافة جماهير الشعب.
انتظرت دول الإقليم هذه الخطوة ولامست التطورات المؤدية اليها مع خوض التجارب الاختيارية التي أكدت جميع استنتاجاتها ان الكيان السياسي الجنوبي مطلب وغاية يحضي بإجماع شعبي مدعوم بحماس جماهيري منقطع النظير.
فعلي الرغم من ضغوطات السياسة التي اختلقتها الاوضاع ومشروعية تدخل الحلف العربي بالقضاء علي المتمردين واستعادة شرعية اليمن، الا ان استحالة إخضاع العاصمة اليمنيةصنعاء كعاصمة مدنية ولا سبيل لانخراط المجتمع القبلي في الشمال والنقياد لقوانين دولة، علي العكس من رقي ومدنية الشعب الجنوبي الباحث عن دولة كانت قناعات دول الإقليم بارزة علي القبول ان لم نقول لزام الدع والتشجيع لحامل سياسي جنوبي موحد معترف به لقيادة دولة جنوبية علي كامل رقعتها الجغرافية المحددة ماقبل العام تسعين.