(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون ..) الكل يعلم بان ما اصيبت بها حضرموت من نكبات منذ العام 1967م وحتى كارثة الحاقها الى باب اليمن إنما هو من جراء تخاذل أبنائها وخياناتهم وانجرارهم خلف وعود ومكاسب مادية ووظيفية منذ بروز ظاهرة ما يسمون بالمناضلين بدءا من على سالم البيض والحاج باقيس والنعيري وخالد باراس ومن ثم من ركب الموجة بعدئذ امثال باعوم و عبدالله البار وجبران والسييلي وآخرين .. وهؤلاء منهم من قضى نحبه غير مأسوف عليهم ومنهم من ينتظر مزيدا من عقاب ربه ودعوات ملايين الناس عليهم .. ولن يهنئوا عيشا او استقرارا بما قدمته أيديهم الاجرامية .. يقول خالد باراس ( وهذا لازال يعيش ويتجرع مر المهانة والانكسار ) يعترف في مذكرته : أنه من الغبن ان ارتضينا بجر وإلحاق حضرموت نحو الجنوب وأطلقنا اسم اليمن على حضرموت ) ..ويؤكد فيصل النعيري على قول باراس قائلا كنا نروم مكاسب وظيفية مرموقة .. وقد نال النعيري مبتغاه بأن تحصل على منصب نائب وزير لفترة لا تعدو السنتان .. لقد كانت المؤامرة كبيرة على حضرموت وأبناءها الشرفاء ولازالت المؤامرة تدور وتحاك في أكبر فضيحة وكذبة وضحكة ودناءة وخسة ونذالة جرت وتجري على الوطن واهلها .. وهكذا سابقا الى أن تم تسليمها الى ما يسمون ب ثوار الجبهة القومية وإلحاقها بالجنوب وأطلاق اسم اليمن علبها ولأول مرة في تاريخها الممتد و الموغل في القدم و الذي لا تعرف اسم غير حضرموت ..وهاهم الان الاوباش والمتسلقون والمغامرون وأنصاف المثقفين ومن بقايا الاحزاب ومن الذين قد لفظهم شعبنا في مزابل التاريخ و في محاولة مستميتة ويائسة أرادوا أن يعيدوا نفس الجرم بأطلاق اسم الجنوب على حضرموت بهدف طمسها ونهب خيراتها وتهميشها .. فنقول لهم اليوم ( قفوا ) وكفاكم ما قد ارتكبتم كل سوء .. ألم يكفكم إجرامكم بحق الوطن والمواطن .. ألم يكفكم ما قد أزهقتم من أرواح وشردتم الكثير ونهبتم اموالهم واستعديتم طبقات من الشعب ضد بعضهم ؟ كفى بكم من تخريب وفساد ..فأنتم مجرمون ومفسدون ويحق لنا أن نحاكمكم ونطبق بحقكم ما نصت عليها شريعة السماء في حد القتل والحرابة والافساد في الارض .. لكن التاريخ لن يضيع ولن تطوى صفحاته او تسقط الجرائم بالتقادم فلابد وأن تقام موازين الحكم لمحاكمة كل من أساء لحضرموت قديما وحديثا .. وأن لعنات أجيال ستلاحقهم أكانوا أحياء أو في قبورهم .. ذلك ما قد كان حدث منذ العام 1967م مرورا بالغزو الشمالي والذي جثم على حضرموت وعمد الى نهبها وتهميش أبناءها بأعمال وتصرفات واضحة وسافرة وأرسى فيها تقاليد مجتمعه القبلي في السرقة والرشوة والقتل والفساد والتخلف .. فاليوم حضرموت تتنفس الصعداء وبدأ الصوت الحضرمي يعلو بإحقاق حقوق حضرموت ونأمل من قوات النخبة الحضرمية ان تقف الى جانب الحق الحضرمي وان لا تسمح بأية تجاوزات تطال حضرموت في كل حقوقها وثرواتها واستقلالها . وعدم تبعيتها لا للشمال اليمني أو جنوبه .. ونحذر في الوقت نفسه كل شخص يريد أن يعيد أو يجر حضرموت مجددا نحو الجنوب او الشمال ... فحضرموت ليست مجال للمهادنة او المساومة او المجاملة ..في الوقت الذي نحترم خيارات الجنوب في استقلاله او في استعادة او بناء دولته من جديد فهذا شأنهم ومن حقهم .. وبالمقابل فلحضرموت كل الحق في تبني كل اختياراتها في التحرر واستقلال كإقليم وندا ضمن أية تسوية كانت على مستوى الجنوب او الشمال .. الكاتب : أنور سالم الصيعري ..