إن تشكيل المجلس السياسي الجنوبي لتمثيل الجنوب داخليا وخارجيا في المحافل الإقليمية والدولية ، تطور سياسي مهم،وخطوه أولى في الطريق الصحيح لاستعادة الدولة الجنوبية ككيان سياسي يعبر عن الهوية الجنوبية والطموح والمستقبل الجنوبيين والتاريخ والجغرافيا الجنوبيين,التي تلبي تطلعات الشعب الجنوبي وآماله في بناء الدولة الجنوبية الديمقراطية المستقلة التعددية اللامركزية كاملة السيادة على كل أرض الجنوب . وهو بداية صحيحة لوضع عنوان حقيقي يمثل قضية الشعب ويقود نضاله نحو الحرية والاستقلال . ونهاية طبيعية للتهميش والتمثيل اللا شرعي باسم الجنوب ،لانه إعلان لواقع حقيقي في الجنوب فرضه أهله بسواعدهم منذ أكثر من عشرة أعوام. حيث إن تشكيل حامل سياسي ناضج للقضية الجنوبية مطلب أممي قبل أن يكون مطلب شعبي ،وهو لا يتعارض مع أهداف التحالف العربي بقيادة السعودية،وذالك لان توحيد الصف الجنوبي في صالح الجميع؛ الشمال والجنوب ودوّل الإقليم والمنظومة الدولية الراعية للحوار في اليمن. لانه من خلال هذا المجلس يمكن التوصل الى صيغة لتصحيح مسار الوحدة أو حق تقرير المصير ،بالنسبة لشعب الجنوب. وفي الوقت نفسه يعتبر تشكيل هذا المجلس كممثل لكل أبناء الجنوب، خطوة هامة لتوحيد الموقف السياسي في الجنوب بما يسهل التعاطي مع قضيته . باعتباره الممثل الأقوى والأكثر شرعية للجنوب.. فقد كان"الجنوب العربي"دولة ذات سيادة معترف بها في الأممالمتحدة،قبل عام 1990،تسمى"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". كما أن الجنوب العربي لم يكن في يوم من الأيام جزءًا من دولة اسمها اليمن في أي مرحلة من مراحل التاريخ، حيث كانت تتم غزوات توسعية من بعض الدول بمسميات غير مسمى اليمن لفترة محدودة وتُجلى عن الجنوب . ولم تقم في التاريخ دولة تسمى " اليمن" إلا في القرن العشرين، عندما غيّر الإمام يحيى مسمى مملكته من " المملكة المتوكلية الهاشمية" إلى " المملكة المتوكلية اليمنية"ولم يكن الجنوب العربي جزءًا منها .وقبل هذا كانت تسمى ب"العربية السعيدة". وبعد الإسلام أطلق أسم" أهل اليمن"على سكان الجزيرة العربية الذي يقع سكنهم في اتجاه يمين الكعبة المشرفة..