مخطئ من يظن أن المخلوع عفاش لم يضع يده على يد الحوثيين ويتحالف معهم إلا بعد الإطاحة به ، فالواقع يقول خلاف ذلك تماماً ؛ فالمخلوع صالح وعلى مدى حروب صعدة الستة التي خاضها ضد الحوثيين كان يجبر القيادات العسكرية عند اقتراب لحظة الحسم على الانسحاب وتسليم السلاح والمواقع للحوثيين الذين كانوا في الجولات الأولى لا يملكون إلا النزر اليسير من السلاح الخفيف والمتوسط فقط ...!!.. ولما انطلق الحراك الجنوبي الميمون كان عود الحوثيين قد صلب وساعدهم قد اشتد ، ومع ذلك عمل المخلوع على تقديم المزيد من الدعم لهم من تحت الطاولة وتقوية شوكتهم بدلاً من مواجهتهم ، وترك لهم الحبل على الغارب كي يتفرغ لقمع الجنوبيين وتصويرهم وكأنهم هم من يمثل الخطر الداهم على اليمن والجوار لا الحوثيين ..!!.. وهذا وللأسف الشديد قد انطلى على دول الجوار لاسيما السعودية ، وحتى بعض القوى السياسية اليمنية التي كانت من ألد أعداء الحوثيين وتجسد ذلك من خلال مواقفها المتشددة ضد الجنوبيين ووقوفها إلى جانب عفاش ونظامه في مواجهة الجنوبيين وقمعهم ..!!.. فاستطاع عفاش بخداعه ومكره من حرف الانظار من حروب صعدة الى الجنوب ، فأغلق ملف صعدة بتعمد منه باتفاق هزيل خدم الحوثيين أيما خدمة ، حيث حصلت بعدها هذه الأقلية العرقية التي لا تتجاوز 3% من سكان اليمن على حكم ذاتي ، وأصبحت هي الآمر الناهي في مناطق نفوذها وهي من تجمع الضرائب والزكاة وما الى ذلك الى خزينتها ...!!.. فينبغي على السعودية أن تدرك أن عفاش وكافة القوى السياسية اليمنية الشمالية التي تدعي أنها تناصب الحوثيين العداء كانوا وما زالوا يمارسون عليها " الشعوذة السياسية " إن جاز لي التعبير ، ويحاولون تنويمها مغناطيسياً ليتحكموا بها ويقنعوها بأن الجنوبيين هم الخطر الذي يتهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة ، في الوقت الذي يتماهون فيه مع مشروع الحوثي الذي هو جزء لا يتجزأ من المشروع الفارسي الصفوي .. لذا على السعودية إن ارادت لجم التمدد الايراني بالفعل فعليها بوضع يدها بيد الجنوبيين الذين اثبتت هذه الحرب بأنهم الحليف الحقيقي والصادق للملكة بخلاف الشماليين – سواء كانوا زيوداً او شافعيين – الذين رهنوا بأنفسهم لأتباع الملالي الايراني متناسين الدعم السخي ووقوف المملكة الى جانبهم في السراء والضراء ..!!. زكريا محمد محسن