ثمة ضباب على اجواء المنطقة الخليجية يعيق الرؤية الأفقية والرأسية وما بينهما ، أزمة عميقة تلوح بوادرها في الأفق، ولحيف نارها تداعب الدوحة "العاقة" مساءً وتشرق نَسَائِسُها على الرياض صباحاً ، مبشرة طهران وتل ابيب بأزمة لا تذر على شبه الجزيرة العربية شبعاناً ولا غنيا . دول وازنةً كأمريكا وروسيا تدعوان لحل الأزمة دبلوماسيا عن طريق الحوار، واخرى لا وزن لها ترسل مئتي جندي من جنودها لحماية قطر ك "تركيا" . الشرق الاوسط منذ حين لا نعرف بداياته يواجه انقسامات معقدة وعديدة، ووضعً معقد كشرقنا الأوسط المنكوب بعقليات أهله الفجة والمبرمجة على الأزمات والفوضى لن يتحسن بانقسامات ومواجهات جديدة ، فافتعال أزمات جديدة والتهليل لها سلوك غير مسؤول من أي طرفا كان، لما لهذه التوترات من مخاطر على أمن المنطقة برمتها ، فهل ستتجاوز حنكة دبلوماسيي منطقة الخليج الأزمة ووأد فتنة باتت على اعتاب قصور حكامها الهشة ، ام أصبحت الكرة في ملعب "الشيطان" الذي يجيد اللعب على أرضهِ وبين جمهوره العريض الممتد من المحيط إلى الخليج . خلف المظهر البراق لزيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف لأنقرة تظهر "طهران" هوسا تسلطي للانقضاض والسيطرة على المنطقة وإنفاذ ما تريد من مخططات لا تخفى مشاهدها على احد، ما إن تطورت الأزمة الخليجية الحالية وأصبح "سلمان" صداما والدوحة كويت ، متخذة من الفوضى معولا لبناء ولاية الفقيه على انقاض شعوب المنطقة التي لا تفهم من دينها البسيط سوى الصلاة والمقصرين في ادائها جهلا، فمابالك بتلابيب الكيسانية والخطابية والمرجئية والمعتزلة وخرافات عصمة الأثنى عشر اماما الذين يمسكون السماء بأن لا تقع على الأرض بقدرة "رفاتهم" السحري العجيب . تغريدات ترامب وتصريحات وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل والاسباني ألفونسو داستس والروسي لافروف ، توحي إلى إن المنطقة ذاهبة إلى منحدر خطير لا يكبح جماح هرولتها إلى المنحدر السحيق هذا سوى الفرملة الفورية من جميع الاطراف حتى وإن ترتب عليه تقزيم كبرياء احد ، فالقادم في حال خروج الأمر عن النطاق الدبلوماسي كارثي ولن تكون حينها سوى رائحة الموت تنتشر في الأرجاء ، وستدفع شعوب المنطقة ثمنا باهضا لغباء حكامها الذين لم يحسنوا التعامل مع "إبنتهم العاقة" كما يجب إن يكون .