وأنا معك وإلى جانبك يا أستاذي ومعلمي منذ الصغر حين قادني والدي (ناصر ناجي العواضي) المغفور له بإذن الله تعالى وسلمني لك يد بيد لتعلمني القرآن الكريم .. ولا زلت أذكره حينما شد على أذني بيده مزكناً علي كل يوم بعد صلاة الفجر سلم على ركبتي أبوك منصور .. وقع أسد مثله (سلمته لك وا منصور) الله الله فيه . وهذه أول رسالة أكتبها إليك عرفاناً بتربيتك لي .. لتسمع قراءتها من غيرك ولا ترى حروفها ولا كلماتها .. فقط تستقبلها بابتسامتك التي لا تفارقك ولا تفارقها وبمشاعرك و أحاسيسك الفياضة التي لا تنضب إنها نبع متدفق فلك الصحة والعافية وطول العمر ..وتضع عليها حروفها وتلينها قطرات دموعنا التي ملأت أساريرنا بكل أفراحنا بلقاءاتك وجلساتك التي تجعل الزائر لك يشد نفسه ليطلق ضحكاته قبل أن يسمع منك ما يجيش بخاطره وتسبقه دموع الفرح معك ليدلك عينيه بيديه .. أو بمنديله أو (بورق الفاين) التي لا تفارق الإنسان من بلل عرق الحر والحمى والكاوي مع انقطاع الكهرباء المستمر ليل نهار (متعودة!!!) ويزيد همها عند المرضى الله يكون في عونهم .. وأنا معك على فراش المرض لن أنسى مجهوداتك معي إنها تربية وعشرة ووفاء .. وجزى الله خير الشيخ ناصر سبعة الذي مد لك واير كهرباء من بيته إلى غرفتك لآني سمعت انه أشترى مولد كبير .. لان بيتهم كبير .. لا ننسى له الوفاء فوالده الله يرحمه إن شاء الله كان وفياً معنا .. وأيامهم لا تنسى. لقد تعاملت مع الكتابة وأنت تعرف إنها صارت اليوم من أسهل الأمور في حياتي لأن أخذت قلما وورقة لآكتب ما يجول في نفسي ويسر خاطري ، معجب بخطي ..معجب بترتيب أفكاري ، وبحضور ذاكرتي الأسعافية فلا أجد صعوبة في السرد والتعبير وفي تناول ذكريات ممن عشت معهم وتعرفت عليهم فلا أنسى أحد منهم ومنهم من يكتب قلمي عنه في موضوعي الذي يحمل أعز الأسماء عندي..حتى أني سميت أسم أبني منصور بك وسميت أبنك عبدالله بي .. فلا أدري ماذا أكتب ربما أعبر لمن أنار لي الطريق حتى صرت واثق الخطوة ..(أمشي ملكاً..) بالأخلاق الحميدة المكتسبة .. بالوفاء .. بالصدق .. بالأمانة .. بمواقف المعرفة الموسوعة .. والسؤال عن الآخرين.. وزيارة المرضى والتواصل مع الجميع ..لأصل بها أرحامي و أبناء قريتي .. فكل زيارة لهم تكون أنت أولهم .. لذا فلا غرابة لمن يقابلني وأنا قادم لقريتي على كرسي الجاري يدهفوني الأولاد جزاهم الله خيراً فيبادروني الضيوف بالسؤال عن الدكتور منصور؟ أيش أخباره ..؟ فأعتز بهذا التقدير والشكر لهم جميعاً ثم يجاهروني بالقول انته (تربية منصور جميع !!) ولذا أخترت قولهم عنواناً لموضوعي هذا . فهم يرون وساماً على صدري أسمه ( منصور جميع ) وإن شاء الله يكون وسام العمر الذي جعلني أعتز ايما اعتزاز بمن يغمرني حبهم ولن أتأخر عن مساعدة الآخرين حقاً (أنا تربية منصور جميع..) فالحمد لله كثيراً الذي مكنني فيه ومنحني كل التقدير في حياتي .. أما الوجه الأخر من حياة الدكتور منصور فأتركه لأخونا الشهيد صالح العاقل سبيع وهو ابن عم الدكتور منصور رديفه في العمر .. حيث وصف حياة ابن عمه ليس بمحاضرة ولا برسالة ولكن خلدها بمقولة معروفة بين الأهل وهي بقوله : (آكل منصور جميع .. ولا تسايره) .. فلقد سقطت منه شهية الأكل فلا يأكل الا قليلاً .. وحل محلها حب الحركة والسرعة والجري في كل الأمور .. فلهذا كان يحصد الجوائز السنوية في المهرجانات المدرسية السنوية في الجري والقفز ولهذا حافظ على لياقته ورشاقته لا يقبل الأكل الكثير الا ما كان على الريحة ..) على قول المصريين.. وبما تسرده ذكريات الاستاذ كور سعيد عوض (شاعر الفلاحين) زميل الدكتور في مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة في سنوات تدريب المعلمين .. وكنت الأكثر حظاً لسماع علاقته بالدكتور منصور قال ما شاء الله عليه كل سنوات المرحلة الابتدائية وهو الأول بلا منافس وأنا الثاني بعده .. وفي المرحلة المتوسطة كذلك وفي مركز تدريب المعلمين بعدن جئنا للدراسة مرشحين من سلطنة يافع بني قاصد ، وجمهورية دثينة بعثت الأخ محمد علي هيثم ، وسلطنة الفضلي بعثت بالأخ علي صالح عباد مقبل وآخرون من سلطنة لحج ولودر والعوالق السفلى وأحور وحضرموت الداخل والساحل وإمارة العقربي والضالع وعدن كانت نقوة قوية وعناد ومنافسة غير عادية وغيرة وحصل التجمع عند منصور جميع المبرز في الدراسة من أول يوم وزادت الحالة وزاد الكلام .. وقال لي منصور شف الكلام زاد والغيرة أشتدت وقاد مجموعة العناد محمد علي هيثم ومقبل وقلت لهم شوفوا رقم (1) لمنصور جميع بدون منافس والثاني لي .. بدون نزاع ومن الثالث وفوق سدوا عليه .. وأدى هذا التعصب إلى مضرابة قوية بيضت فيها وجه أمامهم وكنت خائف على منصور لان بنيته ضعيفة وتدخلت إدارة المعهد وهددت بالطرد للجميع .. وتأثر الأخ منصور كثيراً للموقف الذي ما كان له لزوم ودخلنا الامتحان النهائي وسلمت لنا النتائج حصد منصور علامات قوية مكنته من الدرجة الأولى بامتياز وأخذت حقي الدرجة الثانية بدون منافس وتركنا للبقية بقية الدرجات للمناطق الريفية . وعدنا فتعين منصور مدرساً بالمدرسة المتوسطة بجعار .. وعينت مديراً لمدرسة الرواء ، وكان يتمتع بصحة وعافية إلى أن نال الدكتوراه من المانيا .. الله يعافيه . وفي الفترة الأخيرة من حوالي أربع سنوات فقد (حبيبتيه ) وجعلته لم يأبه لذلك وهبه الله قدرة وعزيمة .. فهو من على فراش المرض يقوم عند سماع كل أذان للفروض الخمسة بما فيها العشاء والفجر ليصليها جماعة ويذهب مشياً إلى مسجد الحاج الشيخ محمد عبيد .. ليصلي في الصف الأول يمين الإمام وترى منه الإصرار على الصبر لحضور الفروض الخمسة ومحافظاً على صيام رمضان والتراويح والقيام وأنني أتمنى من الله تعالى بحق رمضان المبارك .. وكرامته وكل صلاة أصليها أدعو له بالرحمة وحسن الختام وأن نكون ممن ينعم الله عليهم برضاه بفسيح جناته آمين يا رب العالمين .. وهنا أقرأ بشارة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بحديث للإمام أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أن الله عز وجل قال : إذا أبتليت عبدي بحبيبتيه فصبر .. عوضته منهما الجنة) يريد عينيه ، متفق عليه. فهنيئاً لك إن شاء الله تعالى الصبر وأن تكون في زمرة الصابرين ولكل صابر لأمر الله تعالى. ولك الابتلاء راحة لجهد نفسك في حياتك العملية نشهد ويشهد الآخرون وأنت تتدرج سنوات الخدمة لهذا الوطن .. من التدريس إلى ارتباطك بالعمل التعاوني في القطاع الزراعي والسمكي ، ثم مؤسساً للمعهد التعاوني بدار سعد والذي تم افتتاحه من قبل الرئيس علي ناصر محمد (سابقاً) فسماه مصنع الرجال .. ولك اليد الطولى في نشر الحركة التعاونية وتأسيس الجمعيات الزراعية والسمكية والجمعيات الاجتماعية الخدمية والحرفية والتي كانت شهرة الرئيس (سالمين) سابقاً وعملت على وضعية هيكلية وزارة الزراعة ومؤسساتها أيام المغفور له بإذن الله محمد سليمان ناصر وزير الزراعة سابقاً . وواصلت المشوار أيام الأخ فضل محسن عبدالله وزير الزراعة السابق .. وأشهرت العمل الاجتماعي للأسر التعاونية المنتجة والتكافل الاجتماعي وتثبيت نشر الهكبة بين الموظفين .. وعملت على نشر وتطوير العمل الجماهيري ومعك صديق عمرك الوفي علي شائع هادي وحسن أحمد باعوم ومحمد علي أحمد وعوض الحامد وعلي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم وقائد مثنى ومحسن ناجي بن ناجي. ولا أنسى علاقتك الأخوية بالأخوين محسن جعسوس وناصر جعسوس وحسين ناصر عمير والحاج الشدادي وسالم منصور وعلي صالح بلعيدي .. والدكتور شفيق عطا وعمك عوض كريروه و أبو هاشم عبدالله حسين مساوى .. وعمال الري في أبينولحج ومحمد محسن الجعدي .. وحسين بدر قاسم ومحمد عمر القادري وفضل محمد صائل ومفتاح عبدالله عوض والشيخ صالح حيدره منصور والشيخ صالح محمد حليس وسالم محمد حليس وعلي حيدره الجابري ومحسن سالم علي وسعيد باخزانة ومحمد سالم حليمان .. وسالم باوزير ومحمد عبدالله سرور اللحجي .. وصاحب ذكريات النضال المسلح سيود المطلب وعلي الدولة من الرواء ، ووجدي عبدالله فضل وحيدره أمسعيدي ومحسن السلطان وحسين سالم باشعيب وأحمد منصور عقيل والدكتور خالد حريري ومحسن ناصر ناجي وأبوبكر صالح ومنصور محمد العطوي وخضر محمد بدر ومسكين علي ومطوع صالح محسن وصالح محسن وصالح عاطف وسالم الشن وسعيد علوي امزلاط وعلي العرشاني ومحمد الحاج ومعذرة لمن لم تصل أياديهم للصفاح .. فمد الخمس يا دكتور منصور.