ما حدث يوم الثلاثاء الموافق .2 يونيو 2.17 م ، في العشر الأواخر من رمضان وبالتحديد في الخامس والعشرين منه ، في منطقة جعيمة مديرية شبام وادي حضرموت ، من إقتتال بين قبيلتين وسقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين ، بسبب عملية ثأر تعود لعملية قتل حصلت قبل عدة سنوات ، شيء يوسف له جدا ، أن تحصل مثل هذا الأعمال وفي الشهر الفضيل وفي العشر الأواخر ، شيء لايقبله العقل والمنطق وأخلاق وقيم أهل حضرموت المعروفون بالتسامح ونبذ العنف والإعتدال ، وهو عمل مدان ومرفوض من كل حضرموت بكل قبائلها وطوائفها الاجتماعية ، وهو تصرف جاهلي أحمق يعيدنا إلى الجاهلية قبل الإسلام عندما كان العرب يتقاتلون على الماء والكلاء . هناك من يريد أن يٌغرق حضرموت وأهلها في الدماء ببعث مشاكل الثأر البغيضة ، التي نسيها الناس منذ عشرات السنين ، حتى يتسنى لأعداء حضرموت تنفيذ مخططاتهم الجهنمية ، بإشعال نار الفتنة ، التي ستلتهم الأخضر واليابس ولن تٌبْقيَ شيئاً على الإطلاق ، فالدم يجر الدم بالتأكيد ، وحينها ينشغل أبناء حضرموت بمشاكلهم الخاصة ودفن قتلاهم ، وأعداء حضرموت والحياة يعدون الخطط لإلتهامها وفرض هيمنتهم عليها وسرق ثرواتها ، مستغلين حالة التمزق والتباعد والإنقسامات بين أبنائها ، بعد أن بدأت حضرموت تسير في إتجاه التحكم في مصيرها وثرواتها وإمتلاك قرارها بنفسها ، والتصدي لأعمال القتل والإرهاب . هذا بالنسبة للساحل بالتعاون مع قوات التحالف العربي ، أما الوادي فلازال يعيش حالة من الفراغ الأمني وغياب واضح لسلطة الدولة الأمنية والعسكرية ، بدليل ظهور بين فترة وأخرى ، حالات قتل وإغتيالات وتقطع وغيرها من الظواهر المخلة بالأمن .
حادثة وادي جعيمة للأسف الشديد تنذر بخطر كبير قادم ، إذا لم يتم إحتواؤها والتعامل معها بحكمة وعقل بعيدا عن الأهواء والتهور من قبل طرفي المشكلة والسلطة المحلية والعقلاء في المنطقة ، فالمشكلة كانت قتيلا ، وصاروا أربعة ، بعد استهداف لجنة الوساطة والقوة العسكرية بقيادة قائد المنطقة العسكرية الأولى ، الذين حضروا إلى موقع الإشتباك لإنهاء المواجهات بين الطرفين وسقوط عددمن القتلى والجرحى بمافيهم قائد المنطقة العسكرية الأولى ، مماأدى إلى تعقيد المشكلة أكثر وتوسعها ، وإحتمال تدخل طرف ثالث الذي أطلق النار على القوة العسكرية ولجنة الوساطة ، بهدف إفشال الوساطة وإبقاء الفتنة قائمة ، وهنا تكمن الخطورة وتبرز الحكمة والعقل في إحتواء هذه المشكلة وتداعياتها ، وإننا على ثقة تامة من أن هناك في هذا الوادي المبارك من الحكماء والعقلاء الذين سيعملون على وأد الفتنة وقتلها في مهدها ، حتى لاتتوسع أكثر وتأتي على الأخضر واليابس وحينها لا ينفع الندم ، ويقطعون الطريق على كل مَنْ يضمر شرا لحضرموت وأهلها .
على مايبدو أن الوادي قادم لاسمح الله على متاعب أمنية ذات أبعاد سياسية ، فعودة أعمال القتل والإغتيالات في هذا الشهر الفضيل بعد أن أختفت بإندلاع الحرب بين الشرعية والإنقلابيين ، وإنشغال الدولة بحربها هذه ، يتطلب من الجميع اليقظة والحرص ، ولاسيما كل من يهمه أمن حضرموت واستقرارها ، ويأتي في مقدمتهم السلطة المحلية في الوادي والصحراء والمحافظة ، التي تتحمل المسؤلية المباشرة عن سلامة وأمن المواطنين في هذه المحافظة الهامة ، ولن يتم لهم ذلك ، طالما ظلت المحافظة لاتخضع لسلطة أمنية وعسكرية واحدة ، ولن يدافع عن المحافظة وأمنها واستقرارها إلا أبناؤها ، فالملف الأمني والعسكري في الوادي لازال يتحكم فيه غير أبنائه ، وطالما ظل الوضع هكذا ، سيظل الوادي مصدر قلق وخطر على حضرموت كلها واديها وساحلها ، ليس تقليلا من كفاءة الآخرين ، وإنما أهل مكة أدرى بشعابها وأحق بالدفاع عنها ، لاحل لمشاكل الوادي الأمنية ، إلا بتدخل قوات النخبة الحضرمية ، مدعومة بقوات التحالف العربي .