صديقي الرائع سياف الغرباني اليوم كنا في عدن عاصمة بلادي الجنوب الحبيب نحيي ذكرى أليمة، هي ذكرى العدوان الغاشم على الجنوب وشعبه من قبل نظام صنعاء في العام 94م. ورغم مرور نحو 23 عاما على ذاك العدوان البربري إلا أن كثير من مشاهدة الأليمة بعدها عالقة في ذاكرتي وأكثر إلاما مشهد سقوط عدن الحبيبة والمسالمة بعد دكها بمختلف انواع الصواريخ والقذائف، وهو المشهد الذي لم تتعافى نفسي من وقعه المئساوي إلا يوم تحرير الجنوبيين لعدن ومحافظات الجنوب من الغزو الثاني العفاشي الحوثي. الغريب بأنني في غمرة ما يشهده اليوم الجنوب من تصعيد صوب الاستقلال تذكرتك،، نعم صديقي الرائع من أقصى مرتفعات الشمال (ريمه)، تذكرتك وتألمت كثيرا لهذا الواقع الذي زرع فيه (فاسدو الشمال والجنوب معا من تلاميذ ومنتسبي وخريجي مدرسة الزعيم عفاش) ما بين الاشقاء حدودا من الدم والنار بات من المستحيل تجاوزها. نعم تذكرتك أخي الشمالي الرائع (سياف الغرباني) بذات اللحظة التي كنت فيها اقوم بواجبي الوطني كصحفي جنوبي في مساندة ثورة شعبي إعلاميا.. اتعلم سر تذكري لك ياصديقي الرائع.. قناعتي بأن الساعي لاستعادة حقه عليه دائما أن ينصف الآخرين ولو بكلمة صادقة وان كانوا خصوم مفترضين.. وكلمتي فيك أنك نموذج الانسان والمثقف المسكون بالسلام والمحبة للجميع بمن فيهم (أنا صديقك الجنوبي) المتمسك بحقه في استعادة وطنه ودولته الجنوب والاستقلال عن دولتكم الشمال.. نعم.. السلام والمحبة يا صديقي الشمالي هما أكثر ما نفتقدهما في وطن عصفت به نار الصراعات والفتن جنوبا وشمالا.. وطن زعماؤه وقادته هم جلادوه وناهبوه.. وطن استبدل شيوخ الأمية حكمته بحمقهم.. وطن نسي من فيه أغاني (أم كلثوم) ومواويل (حليم) وحتى (دلع نانسي عجرم) و(شخلعة هيفاء وهبي) باتت عاجزة عن إثارة مشاعرهم بعد ان تحجرت بفعل الجوع والفقر والأمراض وبات (الحب) رفاهية لا تمت لهم بصلة، وأصبح المحرك الوحيد لمشاعرهم هو (الفياجرا). مرحلة مؤلمة يا صديقي الشمالي بلاشك، لكنها بالتأكيد لا تخلو من جوانب مشرقة وجميلة، وهي كثيرة وإن نظرنا بقلوبنا قبل عيوننا سنراها بوضوح، والأهم من رؤيتنا لها أن نبادر نحن أيضا في تجميل الصورة أو على الأقل عدم إضافة مزيد من القبح إليها.
