في منتصف ليلة حالكة السواد من ليالي مايو الحارة استيقظت العائلة القاطنة حي من احياء مدينة الشيخ عثمان على دوي الرشاشات وكان الخوف ملازم لكل افراد العائلة حتى والدهم السيد ابراهيم المدرس في مدرسة ثانوية في المدينة ، لكنه اجمع كامل شجاعته وحاول السيطرة على أعصابه حتى لا يدب الخوف الى نفس زوجته الحامل وابنته بنت الثمان سنين حاول فتح الباب لاستطلاع ما الذي يحدث فاطلقت زوجته صوتاً مرتعشاً محاولة منعه من الخروج قائلة : لا 00 لا تخرج 00 لا تخرج ردّ عليها بصوت هادئ محاولاً طمأنتها قائلاً: لا تقلقي ، سأرى ما يحدث تحاول الزوجة منع زوجها فترفع صوتها بالبكاء وهي تقول : لا تخرج 00 لقد دخلوا المدينة وقد يداهمون منازلنا يحاول الزوج إعادة الطمأنينة الى زوجته قائلا لها: لا تخافي , لن يحصل مثل هذا ابداً ، لن يسمح لهم المقاومون مداهمة المنازل اقترب الزوج أخذاً زوجته الى حضنه وهي ماتزال في فجعها وخوفها مدوية بصوتها بعبارات مفهومة وغير مفهومة حتى استيقظت الطفلة على بكاء أمها واجهشت بالبكاء مما رأتها على أمها من فزع0 وما زال الاستاذ ابراهيم يرقب الموقف من نافذة منزله حتى اوشك الفجر أن يبزغ ولم يثنه عن الوقوف أمام نافذة منزله إلا معاودة زوجته الصراخ ولكن هذه المرة مع ألم وتوجع وهي تقول : اّه 00اّه 00بطني الالم يكاد ان يقتلني 0 هرول الزوج نحو زوجته يتحسس موضع الالم قائلاً: سأخرج ابحث عن سيارة تقلنا الى المستشفى ترد عليه بصوت فاتر قد دبّ فيه اليأس والحسرة قائلة: لقد انقضى الامر ن انتهى كل شيء يعاود النظر اليها فاذا به يلمح لون الدم على فراشها يحاول سؤالها : ماذا حدث ؟ يرتفع صوتها معلن الهزيمة والانكسار قائلة: لقد اجهضت , مات وليدنا المنتظر فبل أن يرى النور0 يجلس الزوج متكئاً على ركبتيه وقد اهمه ما سمع وما رأى من علامات الدم على فراش زوجته قائلاً: لقد قتلوا الجنين المنتظر الذي نرجو أن يولد ويكبر ونرى خيره الذي كنا نرجوه، لكنهم بطيشهم قتلوه