بعد عشر سنوات،إنتظارا للوظيفة00اليوم يبدو جليا إن فائز يتصرف كشخص لم يحصل على شهادة من كليةالزراعة00عشر سنوات تكفي لأن يتبخر كل شئ وتبقى جمجمته خاوية إلاّ من أشياء بسيطة يتذكرها بصعوبة0يحاول جاهداً أن يتذكّر عندما يلجأ إليه بعض الفلاحين يستفسرون عن اشياء فيهرش رأسه بشدة، ويسرح في تفكيرٍ عميق00ثمّ يفيق من غفوته بعد أن يغيب السائل0يعود إلى بيته ليلاً00منهكاً تنهشه الآلام،وتؤرقه الأحلام00يمشي بخطواتٍ متثاقلة00ثمّ يتهاوى جسده فوق الفراش رغماً عنه،ويبدأ في رحلة نوم عميقة0يرن جرس التلفون00يرفع سمّاعته ببرود00يتدفق من الطرف الآخر صوت حاد0- مبروك يافائز لقد فزت بالجائزة الكبرى في المسابقة00عشرة مليون 00يفرك عينيه00يبتلع ريقه بصعوبة وكأنه يلفظ أنفاسه0- لا00لا00مش معقول أنت أكيد تمزح!!- أنا لاأمزح منظم المسابقة في طريقه إليك ومعه الهشرة مليون00لاتنسَ صديق عمرك0طرقات قويّة على الباب00يقذف بسمّاعة التلفون00يقترب من الباب وقلبه يدق بشدة00يغرز أصابعه بشدة حول قلبه خوفاً من أن يتوقف فجأة 00تنطلق كلماته مرتجفة تخترق غصّاته:- من عند الباب؟يرد الطارق بصوت يتراقص كنغماتٍ موسيقية في أذنيه:- إفتح الباب00نحن أصحاب مسابقة الشباب ومعنا الجائزة00عشرة مليون0يتلمّس فائز عينيه،ويضرب ضربات خفيفة على خديه00لايصدق ما يحدث حوله00تتدفقكلمات في صدره،فيصرخ كالذي ينجو من موتٍ محقق00الله00 ربي لك الحمد00ربي لك الحمد00يتقدم نحو ترباس الباب 00تقترب منه زوجته وتُمسك يديه بشدة ثمّ تصرخ فزِعة:- فائز00فائز اصح00ذلحين تمشي وأنت نائم00تفتح الباب لمن؟!يسترجع فائز وعيه شيئاً فشيئاً00وبعد لحظات يكتشف الحقيقة المرة00أنه كان يحلم00وأن قدميه تقودانه في نومه نحو الباب حيثُ لاشئ سوى وحشة الظلمة00يحملق في زوجته كالذي يستعيد وعيه من غيبوبة مميتة، وتفلت كلمات من فيه رغماً عنه:- آه 00حتى في الأحلام ما شفنا المال00 ليه ما إنتظرتي قليل ياحرمة0