ظل واقفاً ينظر اليه وهو مسجى في فراشه عيناه مشحونتان بالدموع وانفاسه تكاد تتقطع من شدة الخوف والقلق وهو يحاول ان يفهم ما الذي حصل لوالده وهو ابن الخامسة من العمر وامه تحاول ان تشده اليها محاولة طمأنته وهو ما زال واقفا يدرس الموقف هل مازال أبوه حياً ويستمع لا طراف من حديث الحاضرين قال احدهم وهو يتمتم بصوت مرتعش: اول شهيد سقط في الجبهة برصاصة قناص أخدت الافكار الطفولية تلعب بذهنه وهو محاوراً نفسه قائلاً : ماذا معنى شهيد ؟ ما القناص؟ وهو مازال واقفاً يحدق النظر نحو جثمان والده ,أخد مجموعة من الرجال يقلبون جثمان أبيه ' وما زالت الخواطر تلاعب عقله البسيط الذي مازال يجهل الكثير من الامور التي تحدث أمامه وأمه تحاول جره نحوها خارج الغرفة المسجى فيها جثمان والده ولكنه يحاول البقاء ليرى ما الذي يحدث لوالده وأمه تحاول جره وبعد صمت طويل يطلق زئير كأنه أسد جريح أمي لماذا أبي لا يجيب؟ هؤلاء الرجال لماذا يعبثون بجسد أبي؟ ضمت الأم ولدها والصقتها الى صدرها قائلةً له : أبوك شهيد قتلته رصاصة غدر قناص اعاديها السؤال بحرقة والم قائلاً ما الشهيد يا أمي ؟ وماذا يفعل هؤلاء الرجال بابي؟ أجابت الام الموجوعة على فراق الزواج والعائل بعد ان اخذت نفس عميق متكئه على وسادة مصفوفة على جدار الغرفة والصغير في حجرها قائلةً له : الشهيد من استرخص روحه وجسده حتى يطهر أرضه من المغتصبين ، خرج أبوك مع رفاقه لصد الاعداء وطردهم من أرضنا حاملاً سلاحه حتى اردته رصاصة غدر قناص كان على شاهق مبنى فمات أبوك أعاد السؤال قائلا : ومن هؤلاء يا امي أجابت الام الموجوعة : انهم يجهزون أبوك للرحيل وماهي إلا لحظات ويعلن الرجال أتهم سوف يغادرون بجثمان الشهيد على النعش ن وأخد الرجال يضعون الشهيد على النعش استعداداً للرحيل به والطفل في لحظته ادرك أنّ ابوه سوف يرحل ولن يعود فاجهش بالبكاء وأمه مازالت تلصقه الى صدرها والرجال يحملون النعش خارج المنزل واليتيم الصغير يصرخ بألم أبي 00 أبي 00 لا ترحل 00 عد يا أبي غادر الرجال بالنعش ومازال بكاء الام والطفل يملأ ارجاء الشارع والنعش محمولا على ظهور الرجال يغادر الشارع رويداً رويداً حتى توارى الرجال والنعش عن الانظار