حقّقت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، الخميس، المزيد من التقدّم على حساب قوات المتمرّدين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، في أكثر من جبهة، وذلك بالتزامن مع عودة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى المنطقة في محاولة لإعادة إطلاق مسار السلام، على أساس مبادرة جديدة تتمحور حول حلّ عقدة ميناء الحديدة الاستراتيجي. ويقول مطّلعون على الأوضاع الميدانية في اليمن، إن مسار أحداث وتطوّرات الحرب خلال الأسابيع الماضية بات يرجّح كفّة القوات الموالية للحكومة الشرعية على حساب قوات الحوثي وصالح المتراجعة ميدانيا والتي تواجه مصاعب لوجستية لجهة الإمداد وتجديد القوات وتعويض الخسائر، فيما أن دعم التحالف العربي المتنوّع لقوات الشرعية يمنحها القدرة على إحداث الزخم المطلوب للحفاظ على وتيرة التقدّم الحالية. ويرى محلّلون سياسيون أنّ الوضع العسكري القائم في اليمن قد يساعد ولد الشيخ على تليين موقف الحوثيين من مسار السلام، والتخفيض من سقف اشتراطاتهم، محذّرين في ذات الوقت من الإفراط في التفاؤل لكون قرار الحرب والسلم يتجاوز المتمرّدين بحدّ ذاتهم، إلى داعمتهم إيران والتي لا تنظر إلى اليمن سوى باعتباره ورقة ضمن ملفّ الصراع الأشمل على النفوذ الذي تخوضه في المنطقة ككلّ عن طريق مجموعة من الأدوات من بينها الحوثيون. وعلى مدى الأسابيع الماضية توالت انتصارات القوات الموالية للشرعية اليمنية على حساب قوات الحوثي وصالح. وأعلن الجيش اليمني، المدعوم من التحالف العربي، الخميس، السيطرة على مواقع جديدة في مدينة ميدي بمحافظة حجة بشمال البلاد. ونقل موقع الجيش “سبتمر نت” عن مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة قوله، إن قوات الجيش الوطني بميدي غرب محافظة حجة تمكنت من إحكام السيطرة على آخر طرق إمداد الميليشيات في مدينة ميدي والتلال المطلة على المدينة من الجهة الغربية. وأكد المصدر أن هذا التقدم جاء إثر هجوم شنه الجيش الوطني “وكبد فيه الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”. وأضاف أن الجيش الوطني بهذا التقدم يكون قد أحكم الحصار على مدينة ميدي من جهة الغرب بعد السيطرة على معظم مداخل وطرق إمداد الميليشيات نحو المدينة. وأكد المصدر ذاته أن “العمليات العسكرية مستمرة وهي تأتي ضمن خطة عسكرية لتحرير كامل الساحل الغربي بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش في المخا واستعادته لمعسكر خالد الأسبوع الماضي”. ومن جانبه أفاد مسؤول محلي بالجوف بمقتل وإصابة عدد من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، إثر معارك مع قوات الجيش الوطني. وقال القيادي المحلّي بالمقاومة الشعبية عبدالله الأشرف إن معارك عنيفة اندلعت في جبهة حام بمديرية المتون، تمكنت خلالها قوات الجيش من التقدم في عدد من المواقع في سلسلة جبال حام، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات إضافة إلى أسر خمسة من عناصرها. وعلى الساحل الغربي لليمن سيطرت قوات الجيش الوطني، الخميس، على ستة مواقع شمال مديرية موزع غربي محافظة تعز. وأوضح مصدر عسكري أن القوات الحكومية كثفت هجومها على مواقع الحوثيين شمال موزع، وسيطرت على مواقع استراتيجية بين منطقتي الهاملي والكدرة باتجاه النجيبة. وفي هذه الأجواء التصعيدية، استأنف المبعوث الأممي إلى اليمن جهوده لإعادة إطلاق مسار السلام المتوّقف عمليا منذ شهر أغسطس من العام الماضي عندما توقفت محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين في الكويت بعد أن انتهت إلى طريق مسدود دون تحقيق أي نتيجة. وبدأ ولد الشيخ الأربعاء جولته الجديدة من العاصمة العمانيةمسقط. وذكر في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أنه عقد لقاء مع وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي وصفه ب” الإيجابي جدا”. وأشار إلى أن سلطنة عمان، أعربت خلال اللقاء “عن الحاجة إلى إنهاء حرب اليمن في أقرب وقت ممكن، وجددت دعمها لجهود السلام التي تقودها الأممالمتحدة”. وكشف أنه سيعقد خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، اجتماعات في المنطقة لتفعيل عملية السلام ووضع حد للوضع الكارثي في اليمن. ومن المرجح أن يكون اللقاء مع وزير الخارجية العماني قد ناقش جهود مسقط لإقناع “الحوثيين” بالخارطة الأممية الخاصة بميناء الحديدة. وأواخر العام الماضي، انضمت سلطنة عمان، إلى اللجنة الرباعية للسلام باليمن، باعتبارها دولة مراقبة، إلى جانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات. وقد تكون هذه الجولة هي الأخيرة لولد الشيخ، حيث ذكرت مصادر أممية في وقت سابق، أن فترة عمله ستنتهي في سبتمبر القادم، وأن هناك خلافات داخل مجلس الأمن في ما يخص التمديد له، ما يجعل جولته الحالية بمثابة فرصته الأخيرة لتحقيق إنجاز ما في الملف اليمني.