*خلقنا الله* مختلفين في اشياء كثيرة منها الشكل والطباع واللغة والتفكير والاهتمام والفهم وغيرها ليس لشيئ الا أن نتشارك في مابيننا ويكمل كل منا الاخر ماينقصة ونساهم في *بناء الافكار قبل بناء الجدران* لان من يتكلم عن بناء الاوطان قبل بناء الافكار *فمثله كمثل من يقوم ببناء برج من غير اساسات* لذلك لن يكون بناء الافكار إلا من خلال ترسيخ فكرة الاختلاف في الاقوال والافعال وقبول الرأي الاخر بعيدا عن السب والشتم *ان المتتبع* في هذه الايام لمواقع التواصل الاجتماعيه يجدا سيلا من السب والشتم والتخوين والتسفيه طال العديد من القيادات السياسيه والاعلامية بسبب تصريحات هنا وهناك *وهذا دليل اننا كجنوبيين لم نتخلص من المناطقية المقيته وظهر بما لايجعل مجالا للشك اننا نعيش صراعا مناطقيا قبليا مقيتا بألبسة مختلفة والوان واطياف متعددة* *لذلك* لابد على العقلاء ان يسعوا وبشكل جاد *نحو مصالحه مجتمعية تضع الحلول المناسبة لهذه النعرات* وتسعى لايجاد حلول تجمع الكل ولا تفرق تؤسس لشراكة حقيقية بين ابناء القبائل والمناطق يتشارك الجميع في البناء دون استثناء فالجنوب ملك لكل ابناءه وليس لمنطقة او قبيلة معينة وليفهم الجميع ان الكل ضحى *وليس لاحد ان يتفاخر على احد بتضحياته* وليس لقبيلة او منطقة ان تسعى للسيطرة على الاخرين بحجة النضال والتضحية *والابتنزاز بتضحيات الابطال* وتحويل دماء الشهداء الى سلعة تباع وتشترى مقابل ابتزاز مالي او السعي من اجل منصب بسيط
*هذا الابتزاز بدماء الشهداء* والابطال الذين قدموا وضحوا من اجل ان نحيا نحن في امن وامان ونشارك في البناء والتنمية حتى ينعم ابناءنا واخواننا وامهاتنا واخواتنا واسر الشهداء والجرحى في وطن يقدر لهم تضحياتهم ويحترم ذويهم *وطن كم تمناه الابطال* وهم يحملون البندقية وارواحهم في اكفهم كانو يواجهون عدوهم وهم يرمقون الوطن الامن يتأملون ان يعيش فيه ابناءهم واخوانهم وينعموا بالحرية والسلامة والامن والامان *لكن للاسف* اصبح هذا الوطن حلم عبث به سراق التضحيات وادعياء الانتصارات اصحاب *الفتن دعاة المناطقية المقيته* وتم توجيه التهم الباطلة لكثير من الابطال وخون الكثير من الشرفاء اليوم نسمع تسفيه فلان لانه قال رايه في قضية معينه تنسف كل تضحياته ومواقفه لانه قال رايه بحرية فإلى متى يستمر العقل الجنوبي في هذه الطريق
متى سنسمع ان العقل الجنوبي يقبل الاخر ونكذب كل من يقول غير ذلك *وياليتنا نتمثل قول الامام الشافعي* بل نجعله مبدأ نسير عليه ونربي ابناءنا عليه حتى ينشئ جيل يقبل الاخر بسعة صدر دون أي حرج حينما قال *رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب* إذا أخذنا هذه القاعدة فلن يتعصب كل منا لرأيه بل سيكون عليه أن يستمع إلى رأي الاخرين وإذا أصر على رايه فعليه أن يقدم الادلة والبراهين على صدق كلامه هذا إن لم يقتنع برأي الاخرين ولابد يكون النقاش باللين والرفق *وقد قيل الكلام باللين احيانا يغلب الحق المبين* لكن إذا كانت ألامور فيها سعة في الخلاف وتحتمل أكثر من رأي فكل إنسان يأخذ بالرأي الذي *يميل اليه قلبه* ...