سيأتي 26 سبتمبر القادم 2017 والبطل المنقذ في أعين محبيه قد استرجع الجمهورية واثبت للجميع انه الزعيم الذي لولاه لضاعت اليمن بجمهوريتها للأبد . سيناريوا العفاش الاكبر في الضحك على الشعب الأفقر ... هكذا عودتنا مدرسة صناعة الجنازات السياسية والكوارث الانسانية للمعلم والزعيم / علي عبدالله صالح !!!
سيظل المشهد الاستعراضي مثير للبعض لكنه سيسقط على واقع اليمنيين الغاضبين من واقع الظلم متناسيين من صنع هذا الظلم ونشره في أوساط مفاصل حياتهم .
تلك أحداثيات السياق السياسي العام لليمن فثمة أدوار وأدوات في السياسة تؤدى بشكل متكلف وباهت هذه هي الجمهورية العفاشية ودولته التي عرفناه منذ زمن وهي إدارة الدولة بالصراعات (State administration via creating conflicts) .
تلك هي المدرسة العفاشية بامتياز للبقاء في السلطة فلم تعد أدوات وعمليات بالتزوير الانتخابي والولاءات الفئوية و المناطقية سوى مجرد ممارسات هواة السياسة ومتسلقي ادراج السلطة بطريقة بدائية.
فحلبات السياسية لا تقبل الا الاذكياء الذين يجيرون أخطاء خصومهم الى مكاسب وهذا يقودنا الى نجاح عفاش في تحويل كثير من السيناريوهات السياسية وأحداثها ليركب موجة الحراكات الثورية والشعبية ليزرع أنيابه فيها ويفترسها .
البعض يظن ان وقوفه دور ما يسمى المشاغبة السياسية قد تعيده الى دائرة الضوء في السلطة لكنهم سيكونوا اقرب الى ان يتم تقديمهم الى مجرد اضاحي في ساحة الانتقام فهنيئا للطحالب السياسة ليتسع دورها في مستنقع الفشل السياسي .
لن أكون مهاجما ولا مدافع لطرف سياسي ما بقدر ما احمله من حزن وألم شديدين نحو ضحايا تلك المدرسة العفاشية سواء كانت اليمن كدولة وارض او مكونات جماهيرية وشعبية بمختلف توجهاتها والتي أصبحت بقايا أشباه بشر .
فهل نحن بإنتظار جنازات سياسية في مقابر الفشل والإخفاقات ننتظر فإن غدا لناظره لقريب وإن كان اليقين لدي اصبح اقرب من الانتظار في ظل تشوهات و أمراض العقم السياسي الذي اوصلنا الى يمن بلا هدف فالكل ينتظر ما لا يعرفه ، بلا هدف وبلا أفق ، وبلا مشروع يوحد اليمنيين سوى مشروع توسيع الهوة بين السلطة وما بقي من الشعب اليمني ليقدموا كقرابين لمشاريع سياسية .