حجم التضليل الذي يمارس على الناس في الجنوب لامثيل له حتى كاد الباحث عن الحقيقة في كم الزيف الممنهج كالباحث عن الابرة في كوم قش،لانستغرب ذلك على مطابخ اعلامية عريقة في صناعة الكذب، وقلب الحقائق،ولكن الكارثة بان بعض من كنا نعتقد بانهم باحثين عن وطن قد اصبحوا جزء من تلك السياسة، التي تستهدف الجنوب وقضيته،والبعض من العامة اصبح يكرس تلك السياسة دون ان يشعر بخطورتها،ومايترتب عليها من نتائج كارثية على مستقبل اهله . أوهموا الناس بان مدير شركة النفط السابق هو المتسبب في ازمات المشتقات النفطية، ذهب عبدالسلام، وظلت الازمة كما هي بل اسوا ،ثم فهموا الناس بأن محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي هو من يعيق ملف الخدمات واقالوه ،ذهب الرجل وازدادت الاوضاع سوئآ كما نلمس اليوم ،ثم اتوا بالمفلحي كبديل وعقب توليه المنصب مباشرة شنوا حملة اعلامية واسعة،من اجل يوهموا الناس بأن الادارة السابقة هي من تعرقل عمله لتبرير التزاماتهم نحوه ،واثناء تلك الفترة حاولوا تخدير الناس لايام معدودة من خلال زيادة عدد ساعات تشغيل الكهرباء،وترقيع بعض الطرقات،او ازاحة بعض الحواجز الامنية،ورافقها حملة اعلامية واسعة شعارها, "دارت عجلة التنمية " و "عدن عهد جديد" كل ذلك على شأن يثبتوا للناس بأن المشكلة في الادارة السابقة،وعقبهايتخلصوا من المفلحي، وبذلك يضربون عصفورين بحجر ، التنصل من التزاماتهم كجهة مسؤولة نحو المواطن ،والزج بالقوى الجنوبية في صراع وفتنة داخلية،وقد صرح المفلحي بأنه قد تعرض لعدد من المحاولات لاغتياله،واليوم واضح للجميع بأن مشكلة المفلحي مع حكومة الشرعية ليس الا. وبالرغم من الحالة المزرية التي الت اليها الاوضاع والحال الذي ازهق المواطنيين الا انهم لازالوا يراهنون على سياسة التظليل وتسويق الزيف،واخر صيحة تقول بأن رواتب الناس سببها التحالف لانه منع الطائرة من الوصول،طيب لو افترضنا ذلك ،لماذا منعها التحالف، وهو المتكفل بتلك المبالغ....؟ بالتأكيد نتيجة حجم الفساد المهول الذي مارسوه ،والمليارات التي تهرب الى صنعاء،
كلما ذكرناه سلفآ هو عمل ممنهج ومنظم يقف خلفه اصحاب القرار في حكومة الشرعية ،فساد ذات بعد سياسي ،بمعنى ليس فساد من اجل الاختلاس فحسب، وانما له هدف سياسي اخطر من الفساد،بالرغم ان ألتحالف بات يدرك تلك الحقائق،الا انهم اصبحوا في ورطة،وامام خيار صعب ،وليس من السهل التفريط في غطاء الحرب قبل اي تسوية سياسية حتى لاتظهر هشاشة الكيان الذي قامت لاجله الحرب أمام العالم،بالتالي ماعلى التحالف الا البحث عن اقرب تسوية لحفظ ماء الوجه، بدل الرهان الخاسر على تلك القوى التي لم تحقق انجاز عسكري يذكر، ولا ادارة تشكر.