عندما تثار القضايا الوطنية من قبل الأحزاب السياسية لاينبغي أن تكون وسيلة لتحقيق غاية خاصة أو مجر وشعار لدغدغة عواطف الناس والمتاجرة بتلك القضايا ،بل لابد أن تنطلق الإثارة من باب الشعور بيقين المسئولية ويقظه الضمير الحي وعمق التفكير الاستراتيجي في مستقبل أجيال اليمن بتحرر مطلق من كل المؤثرات المعيقة للشعور بأمانة المسئولية وخطورة الدفع باتجاه المجهول والتدليس على الرأي العام ولابد أن يكون الشعور الوطني المسئول حاضراً في كل فكرة أو رأي يطرح من أجل سلامة مستقبل الأجيال وتجنيب الوطن الوقوع في المحذور. لذلك ينبغي التفكير في حجم التكاليف التي ستنفق على حكومات الأقاليم الستة والحكومة المركزية ،وكذلك السلطات التشريعية والسلطات الشوروية فإذا كنا اليوم أمام حكومة واحدة وسلطة تشريعية وسلطة شوروية واحدة مع ذلك لم تسطع مقدرات البلاد والعباد الانفاق على تلك المؤسسات وأصبحت البلاد على حافة الانهيار الاقتصادي رغم أن البعض كانوا يتحدثون أن ثروات البلاد تكفي لإحداث أعظم نقلة نوعية وكانوا يعددون الثروات بشغف لامثيل له الأمر الذي جعل الناس يعيشون في أحلام خيالية لكنهم بعد عام 2011م انقلبوا وقالوا إن موارد البلاد محدودة بل ومعدومة ولاتكفي لسد الرمق، ومع ذلك يخادعون الناس ويمنونهم بالحكومات الإقليمية أي منطق هذا؟ إن الضحك على الناس لن يستمر طويلاً لأن الناس يدركون الحقيقة، ولذلك يكفي عبثاً وينبغي أن ترسم ملامح المستقبل بأمانة وموضوعية بعيداً عن بيع الوهم للإضرار بالمستقبل لأن الوطن اليوم بحاجة ماسة إلى الصدق ومعرفة القدرة الحقيقية التي تحقق الخير العام للناس كافة ولايجوز التفكير من باب المصالح الذاتية والتفصيلات الخاصة التي ستكون حجر عثرة أمام تطور البلاد خلال المستقبل ،وينبغي التزام الصدق وقول الحقيقة من أجل يمن مزدهر وموحد بإذن الله.