تنهض الشعوب من تحت الركام ثم تصعد عليه ، البعض منها يمكث على سطح الركام ينتظر من يمد له يد المساعدة والبعض يبني من الركام برج ،لايحدث هذا عند كل الشعوب ، بعض الشعوب تختبئ تحت الركام وتعيش في جحر الازمات وتتعاقب الاجيال في حياة البؤس والفقر والجهل بينما تلقي اللوم على مسطلحات تتغير الفاظها بينما يظل معناها كما هو كالامبرياليه والعولمة والمؤامرات. الحياة تحت الركام لازمتنا كشعب فتعايشنا معها واحببناها كونها غير مكلفة ولا تتطلب جهد،انها حياة بسيطة تلغي عنك مسؤوليات والتزامات تجاه نفسك وتجاه اسرتك فأنت غير مكبل بقوانين الاستهلاك ولا مبادئ الحياة العصرية حياة تمنحك حرّية اكثر وقيود اقل. لاتتطلب حياة كهذه الزام الابناء للذهاب الى المدارس حتى أن بعض الاباء لا يدرون في اي صف يدرس أبنائهم ،كذلك لا توجب عليك توفير كماليات الحياة فلا وجود أثاث منزلي ولا وجود رصيد بنكي او سيارة للأسرة. حياة زهد نتعلمها في مدارسنا فنحن افضل من غيرنا ان نرضى بما قسم الله لنا بينما المعلم يطالب بزيادة راتبه، وفي الجامع يعلمنا الخطيب فضائل ديننا ومايتوجب علينا من حقوق تجاه الآخرين فيما يفشل هو في اول اختبار له. هي حياة تجعلنا اكثر واقعية وعمقاً في فهم قوانين نيوتن عن السقوط الحر فلن نخسر شي بسقوط اي شي فجميع الاشياء حولنا ليست ثمينة لدرجة تجعلنا نتألم عليها فلكل شي بديل والمثل الاكثر استخدام بيننا (الحياة مستمرة). السلطة بدورها تقوم بحماية حياة شعبها بإيجاد حالة ثقافية تمنع اي تمرد داخل المجتمع الزاهد على عادات وقيم متوارثة تجعلنا نسخر من اصحاب الكبسة البدناء المصاب ثلثهم بالسكر بينما نعيش حياة اكثر صحية لانحتاج فيها إلى طبيب ماهر بل يكفي ان تشكو لصديق لك على الوتس بماتشعر به من ألم في البطن او صداع في الرأس ليصف لك العلاج في الحال دون دفع فلس واحد. كذلك تبذل السلطة جهدها في توفير مرتبات تبقينا اقل طمعاً واكثر قناعةً فنفرح بشراء دجاجة ونوع واحد من الفواكة عند استلام الراتب فيما اللحوم المسببه لرفع معدل الكلسترول لاتشترى الا في الأعياد مع وجود حالات تمرد بشراء اللحم في الاعراس وهي حالة تمرد واضحة تسعى السلطة لمنعها وتأديب المتمردين فعمدت على تأخير صرف المرتبات لمنع شراء اللحمة في عيد الاضحى للحفاظ على صحة الشعب وإبقاءه خالي من الكلسترول. الحياة تحت الركام تجعلك اكثر ارتباط بوطنك فلا سفر ولا فراق ولا قصص سياحية ولا اشتياق،حياة تبقيك قريب من منزلك وقريب من مكان دفنك فتمر هذه الحياة ك ليلة وضعت فيها ظهرك على فراشك البالي بعد يوم عمل شاق،حياة غير مكلفة وموت هادئ لن يتصارع فيه الورثة على ميراث تم دفنه . في مجتمع الزاهدين ليس الجميع على قلب رجل واحد فهناك من يرغب في ترف العيش ولذة الحياة فيطمح للمسؤولية بأعتبارها الطريق المختصر للرفاهية خدمة للشعب وحفاظ على مكتسباته .