يقول لي شوف الهبل لقد تبرع احدهم بخمس حبات كدم قلت في نفسي ما هبل ألا نحن لأننا نسمع أن مؤسسة المياه التي أسستها الاستعمار ستنهار إذا لم ندفع الفواتير أن المؤسسة لا تريد تبرع ولكنها تريد ثمن الماء الذي نستهلكه لقد قرأت في إحدى الملصقات إن الذي يدفع الفواتير 5% ترى من الهبل؟ 1974 قال لي الأستاذ عبد الله الروس انه درس في سوريا قال أن احدهم قال له إن هواء القدس بيع في علب في أمريكا في البقالات وكان اليهودي يدخل إلى البقاله ويأخذ علبه بدولار ويتحها ويرميها فقال له احد العرب تدفع دولار لعلبه فارغة؟ فرد اليهودي أنا أتبرع بدولار للحكومة اليهودية لتشتري السلاح وتقاتل العرب . ترى لو بيع هواء عدن هل سيشتريه المغتربين ؟ أنا لا أعتقد أنهم سينقسمون إلى ثلاث فئات الأولى ستقول ستشتري هواء ملوث بالدخاخين والكداديف والبلاليع أما الثانية فتسأل لمن ستذهب هذه المبالغ ؟! إذا قيل لها للحكومة ستقول الحكومة؟...؟ أما الفئة الثالثة فستسال أين فلوس النفط والغاز والميناء والأسماء؟. في التسعينات طلبت الإدارة المدرسية للتبرع لفلسطين سألنا احدهم تبرعت ؟ قلت نعم قال مالك منهم ستذهب لبناء نوادي ليليه قلت له تبرع بنيه الأجر من الله أو بنية ((اتقوا النار ولو بشق تمر)). سمعت من إحدى الإذاعات أن ممثلة غربيه تبرعت بمليون دولار لأطباء بلا حدود وصاحبنا يقول مالك منهم، في إحدى الدول العربية وضع صندوق للتبرع بريال كل شهر من الموظفين لبعض المحتاجين وفتح الصندوق نهاية الشهر فوجدوه فارغ. سمعت في إحدى الإذاعات إن إحدى الغربيات ذهب إلى حفلة زواج وعند العودة لم تجد بطاقتها الأئتمانيه فجلست تبكي رآها متشرد وعرف السبب فأعطاها ثلاث جنيهات ولكنها لم تأخذها وتصرفت وعادت إلى المنزل وقررت أن تساعد المتشردين دخلت النت وطلبت كل من تعرف ولا تعرف أن يتبرع بثلاثة جنيهات للمتشردين وتجمع لها 40 ألف جنيه فأعطتها لأحدى جمعيات المتشردين. في اجتماع مع مدير التربية مدير التربية قال انه زار بعض المدارس في المانيا وجد أن الطلاب بعد أجازه الأسبوع يحضرون إلى المدرسة ومعهم الجرائد القديمة والقوارير الفارغة أشياء أخرى وتأتي سيارة وتشتري هذه الأشياء وفي نهاية السنة تقوم لمدرسة برحلات للطلاب والمدرسين بهذه المبالغ . أما عندنا لا يأتي الطالب بالتبرعات ولكن بعض الطلاب يأتي إلى المدرسة بيد من حديد فيكسر القصبة التي يشرب منها ويعطف أرياش المروحة ويعمل عيدان في الأقفال ويلقي بالشمه إلى السقف ويمسح يده على الجدار. ويكسر زجاج النوافذ ويكسر الأبواب والأدراج التي يجلس عليها ويعيد الكتب التي استلمها جديدة ممزقه . وأخيرا وان عائد نمن المسجد ومعي دبتين ماء قال لي احدهم يا أستاذ الماء مالح قلت للغسله قال سيسب بلك حساسية الجلد وأخر قال يا أستاذ قلت وأنت أيش معك قال لو دفعت الفاتورة لجاك الماء إلى المنزل ولأنك لا تدفع الفاتورة لذا تذهب إليه إلى المسجد. لا نريد تبرعات ولا دعم من الناس ولكن نريد منهم دفع ثمن ما يستهلكوه من أشياء للحفاظ على ممتلكاتهم.