يطل السيد باعوم فجأة بعد انقشاع غبار المعارك في عدن، يعطي للجنوبيين دروس في الوطنية التي تجيش في صدره وهو الشخص الغيور على تراب الوطن الجنوبي من التحالف الذي يراه بعينه الثاقبة وتاريخه النضالي المفلس بالاحتلال واعتبر كل اهل الجنوب بعدد ملايينها ونخب ابطالها ومثقفيها رجالاً و نساء لم يصلو من الادراك في بواطن الامور إلى ما وصل إليه عقله السياسي و فطنته المجربة ، فأنتقد أهل الجنوب في قبولهم للالتحاق للتحالف و الشرعية دون اخذ في الاعتبار مصالح الجنوب التي كان يجب عليهم ان يتشرطوا في استغلال الجنوب قبل التحاقهم بالتحالف كما فعل هو في اجتماع ابوظبي عندما تشرط على هذا المطلب، وهذا ما قاله بلسانه. فسبحان الله ما ان يتلفظ بعض افراد من كانوا محسوبين قيادات عليا تحكم الجنوب حتى تكتشف هزالة وركاكة فطنتهم السياسية والتي لاتصل في ارتقائها الى مفهوم بعض العوام من الناس فكيف كانوا جاثمين على هذه البلد وعلى صدر أهلها، فيا سيد باعوم أيها السياسي الحنك ماهي الاوراق التي كانت بيدك حتى تتشرط هذه الشروط وما هو مصدر قوتك لكي يذعن لك التحالف والشرعية في تلبية مطلبك؟ فعاصفت الحزم كان تحركها مسلح بالتحالف العربي وحزمه من القرارات الدولية لإعادة الشرعية لليمن وليس لانفصال الجنوب، فكيف يقبلوا ان تملي عليهم امنياتك خارج سياق ما اتو من اجله، فطرحك وشروطك تدل على افلاس وتكشف انك لست في الموقع السياسي بما يظن الناس فيك. و اذا احسنا الظن بانك مدرك بمهمة التحالف العربي فانت تكذب على اتباعك ومن تبعك لاختراق عواطفهم في امنية يتطلعون اليها، الم يكن الاجدر بك كبقية اهل الجنوب و مقاومتها ان تشبك يديك مع التحالف والشرعية لإزاحة ما يجثم على كاهل الجنوب من جحافل الحوثي و عفاش وهذا ما نجح به التحالف وبعد لكل حادث حديث ان كنت صادق، لكن المصيبة الأكبر أيها المناضل الغيور على الجنوب انك انتقلت وولدك فادي إلى الخندق الاخر المعادي للجنوب التي تدّعي حبك له وربما انكم كنتم في هذا الخندق قبل العاصفة، ام هي مربح تجارة الفضائيات في زمن الهوشة واسقاط ما تدعونه من الالتزام بالمبادئ التي ناضلتم من اجلها لا نعرف اكانت فضائيات العالم و المنار و الجزيرة و سهيل ومن ورائهم قد وعدوكم بما عجزتم تحقيقه من التحالف؟، فقد بذلتم كل ما بوسعكم و وظفتم اقلامكم و السنتكم في مهاجمة التحالف ووصفتموهم بكل المفردات النتنه حسب ما املي ويثلج صدر من اوكلكم، يا سيد باعوم عليك ان تعلم ان لم تكن تعلم ان هناك دماء قد سفكت وامهات قد ثكلت وأطفال قد يتمت و نساء قد رملت وعدن قد هدمت، فاين كنت يوم كادت عدن ان تدفن بطائرات ومدافع وصواريخ الحوثي وعفاش في تلك الايام الغابرة بهدير المدافع وازيز الرصاص و رائحة البارود، لم يبقى من المتطفلين على القضية الجنوبية اثر يذكر و كانوا افضل منك ومن ولدك لانهم اقل تقدير انحدروا في الكواليس ولم يتحولوا إلى معاول هدم، واليوم يرسلوكم إلى عدن لتكمّلوا ما قصرتم ان تقولوه في قنواتهم، ونبشرك بان إعلامهم قد فتح مساحات احتفاء بوجودك في عدن و ربما ترددوا او خجلوا ان يصفوك بالمهدي المنتظر، وعندما يحتفي بك إعلام ايران وحزب الله والإصلاح فلا يستطيع المرء الجنوبي إلى ان يقول كما قال احدى شيخ الدين في الثورة الجزائرية «لو قالت لي فرنسا قل لا اله الا الله لما قلتها»، الجنوب كبحاره يتسع للجميع ولكنه يلفظ الجيف الميته، فهل من يتعظ؟.