على مر العصور تربعت النظافة على قائمة اولويات كل الشعوب في كل مراحل حياة الانسان بل انها اصبحت واجب ديني وانساني واخلاقي يتماشى مع كل الاجيال حتى وصل الينا لنحافظ عليه ونطوره حتى نجعل منه اسلوب ومنهج حياة لكل انسان حتى نسلمه للأجيال القادمة وبما ان النظافة سمة انسانية بالفطرة الا ان من يريد ان يتقنها بحرافة وبالشكل المطلوب وعلى اكمل وجه لابد ان تجد فيه ثلاث صفات تميزه عن غيره وهي : مستقيم في دينه غني بأخلاقه الرفيعة انسان نظيف القلب والروح - عفوي – تلقائي - يحب الخير للناس قبل نفسه
ولحسن الحظ ان عدن مدينتنا الجميلة غنية جدا بالنظافة بشكل عام وهذا ان دل على شئ فأنه يدل ان لدينا الكثير من الناس في اوساطنا ممن يتمتعون بالصفات التي ذكرناها سلفاٌ وابرزهم هم اخوتنا عمال النظافة..
عامل النظافة هذا الانسان الذي وهب حياته وسخر كل جهده وتركيزه للرقي بهذا المجتمع لإظهاره كما نحب جميعا ان نراه نظيفاَ مزهراَ ومن ابرز ما يميز عامل النظافة عن غيره ان عمله في النظافة ليس لمردود مادي كما يفهمه البعض, بل على العكس تماما .. ان الدافع الابرز لعمل هذا الشخص هو دافع ديني وانساني واخلاقي ليعكس ما يشعر به هذا العامل من رقي وتحضر على ارض الواقع بشكل عملي
ولا يختلف اثنان ان اصحاب هذه المهنة (عمال النظافة) يحضون بكم هائل من الروح النظيفة في جوفهم ولا يبخلون بها على المجتمع ونحن في عدن لدينا الكثير من هذه النماذج المشرفة التي نفخر دائما بهم ولا يستطيع اي شخص ان ينكر الجهود الجبارة التي يقوم بها عمال النظافة في عاصمتنا الحبيبة عدن (لهم منَا اعظم تحيه) اننا هنا لا نمجد او نمتدح عامل النظافة (وهم يستحقون تمجيدهم) بل اننا نرد لهم الجميل ولو بكلمة
ولقد تابعنا جميعا في الفترة الماضية نحن موظفي وعمال ادارة الصندوق, تابعنا بقلق بالغ الاضراب الشامل الذي دعا له عمال النظافة، حيث تسبب اضراب عمال النظافة بخلل في الحياة العامة للمواطنين حتى كاد الوضع ان ينفجر بكارثة بيئية لن يستثنى منها احد وفي تلك الايام العصيبة التي مرت علينا عمال وموظفي ادارة الصندوق بل وكل ابناء عدن كانُ متابعين لهذه للمعضلة عن كثب، وفي تلك الفترة (فترة الاضراب) كان هناك رجال نعرفهم دائما في وقت الشدائد يتصدرون المشهد في احنك الظروف لإيجاد الحلول لكل مشكلة مستعصية, يأتي في المقدمة المهندس والاب الروحي لنا الحاج / قائد راشد (حفظه الله) وعبقري الحسابات الاستاذ / نبيل غانم هؤولا الذين يعرفهم البعض كمسؤولين في الصندوق, لكنهم ليسٌ مسؤولين فحسب بل هم الاعمدة والركائز الاساسية للصندوق الذين يحملون على عاتقهم هموم ومشاكل موظفي وعمال الصندوق ويعملون ليلا ونهارا للرقي بالصندوق وموظفيه ادارياَ ومالياَ ومعنوياَ...
المراقب عن كثب لعمل صندوق النظافة والتحسين يعرف جيداَ ما يقدمونه المهندس قائد والاستاذ نبيل من تسهيلات للعمال والموظفين لتطوير العمل الاداري والميداني في الصندوق كدائرة حكومية مستقله معنية بالشؤون البيئية للمواطنين وبنظافة وتشجير مدينتنا الفاتنة عدن وهم بذلك يعتبرون نظافتها مسؤولية اخلاقياَ قبل ان تكون تكليف رسمي لهم ..
ولم يكن اضراب عمال النظافة الا مشكلة صغيرة بالنسبة للإدارة امام المشاكل التي لا تعد ولا تحصى ويواجهونها يوميا بكل قوه وصلابة ... ومع هذا تم التعامل مع الاضراب بشكل قانوني وسلس والنظر بعين الاب لولدة في مطالب العمال المضربين ...
تم انعقاد الاجتماع تلو الاجتماع وتشاطر هذه المعضلة كل الاقسام داخل ادارة الصندوق للخروج بحل يرتضيه ابنائنا العمال المضربين, وبعد اجتماعات مكثفة ودراسات وحسابات مضنيه واراء مختلفة مع مراعاة الحالة المادية والانسانية للعمال وبجهود حثيثة بذلها الحاج م/ قائد راشد ومساعدة الاول أ/ نبيل غانم وكل الموظفين في الادارة تم الخروج بقرار تاريخي هو الاول من نوعه على مستوى الدوائر الحكومية في بلادنا بإقرار زيادة قدرها 90% واعتماد راتب شهري لعامل النظافة يصل الى 50,000 الف ريال, حيث تعتبر هذه الزيادة اعلى من مطالب العمال الذين أعلنٌ الاضراب, وبهذا القرار الذي يعتبر تكريماَ مباشرا من القيادة الحكيمة في الصندوق لعمال النظافة تم انهاء الاضراب وعودة عمال النظافة لعملهم بعد تقديمهم رسالة شكر وتقدير لكل الموظفين وعلى رأسهم الحاج قائد والاستاذ نبيل لما قدموه من تسهيلات منحتهم اكثر مما كانٌ يطالبون به, شاكرين المولى تعالى لتواجدهم وعملهم تحت اشراف رجل بحجم وطن, معتبرين ان هذا القرار لم يكن الا بوجود رجال شرفاء امثال الحاج قائد (حفظة الله) من هم مدركين ومقدرين للعمل الشاق الذي يقوم به عامل النظافة وهذا ليس بغريب عليه وهو من القلائل في هذا الوقت الذين يعرفون ماهي واجباتهم تجاه ابنائهم واخوانهم عمال النظافة قبل السؤال عن حقوقهم