جميل أن تجد من يكف عن ناظريك الأذى ، لكن الأجمل أن يأتي من يحول هذا الفراغ المُغْبر إلى لوحة زاهية ، تنطق روعة ، وجمالاً ، بل وحياة ، وفرحاً وبأجمل تجليات الروح الباحثة عن الحب ، واللقاء في زحمة الحياة ومكابداتها . أقول ذلك ؛ وأنا أرى بأم عيني الثمار الرائعة لجهود قيادة صندوق النظافة وتحسين المدينة بمحافظة عدن ممثلة بالمهندس الرائع قائد راشد أنعم المدير التنفيذي للصندوق ونائبه نبيل غانم أحمد والمسؤولين الآخرين، وعاملي النظافة تحت توجيهات محب عدن وعاشقها الأول المهندس الجميل وحيد علي أحمد رشيد محافظ المحافظة رئيس مجلس إدارة الصندوق الذي لم يدخر جهداً لإعادة الوجه الجميل لعاصمة الحضارة والأصالة والتجارة والجمال ( محافظة عدن ) .
هذا الكلام ليس مديحاً لأحد من هؤلاء الرجال والنساء الفضلاء الذين ينهضون اليوم بهذا العمل النبيل ، الراقي ، وفي مقدمتهم أصحاب النصيب الأجل ، وهم عمال وعاملات النظافة ؛ بل هو إعتراف بالجميل لأناس يصرون في زحمة الصعوبات ، والعراقيل على الإنطلاق صوب مرحلة جديدة ، عنوانها الجمال والنظافة والتحسين ؛ ولو خمْشاً في الصخر ، وحرثاً في الشواهق .
ويكفي روعة ، ويكفي هؤلاء فخراً ؛ أن تتحول إحدى مزابل القمامة وما حولها من مساحة في مدينة التواهي الحالمة بزمنها الجميل ، إلى موقع لحفلة عرس ساهرة يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين , ونرجو أن تظل نظيفة على الدوام .
ولا عجب إذا صدقت النوايا ، وأدرك الناس أهمية النظافة والجمال ، وتوجه الجميع ، صفاً واحداً لإعادة الإعتبار لنظافة مدينتهم ، فها هو صندوق النظافة يستأنف حملة نظافة واسعة في المنصورة ضمن سلسلة تشمل كافة المديريات , وأيضاً يعيد إلى الأذهان مشروعه الرائع ( مشروع الجمع المباشر ) في صيرة والمعلا، وخور مكسر ، وباتجاه المديريات الأخرى ، ابتداءً بتكثيف العمل للوصول إلى بيئة صحية ، نظيفة ، تحفظ إنسانية الإنسان وذوقه ، وبصره .
إنني أعتقد لذلك جازماً أننا مع موعد جميل لزمن نظيف ، ومع ذلك أقول : إن ( المكسِّر ) غلب ألف ( مدًّار ) وأن النوايا بحاجة لرجال ونساء في مستوى المسؤولية .. وحتى يحل الجمال والفرح ، وننسى زمن القمامات المتراكمة ، وروائحها المتعفنة .