تعرضت مدينة عدن في الآونة الأخيرة لعوامل عديدة اساءت لها وشوهت جمالها وقدمت لزائريها انطباعا غير مألوف عن هذه المدينة الرائعة التي عرفت بكونها من أنظف المدن وأجملها وأكثرها جاذبية . فقد شكل تردي مستوى النظافة بعدن والذي بلغ مدى قياسيا واحداً من أسباب تراجع سمعة ومكانة عدن وعزوف السياح والمستثمرين عنها وهو ما الحق بالمدينة وأهلها خسائر فادحة ماديا ومعنويا . إن عدم وجود نظام فعال لفرز المخلفات الصلبة يتسبب بالكثير من الأضرار الصحية والبيئية كما انه يشوه المنظر الجمالي لمدينة عدن التي لطالما تغنى الجميع بجمالها ومدنيتها ورقيها.. إن مانراه اليوم من تكدس لأكوام القمامة يشكل مظهرا سلبيا ويقدم صورة مشوهة لهذه المدينة الجميلة ناهيك عن كونه يشكل عاملا أساسيا لنشاط وتكاثر العديد من الحشرات والبعوض والذباب وغيرها من الحشرات الناقلة للأمراض التي يمكن أن تنتشر بسهولة في صفوف المجتمع ... كما أن الحرق العشوائي للقمامة المتكدسة أو اشتعالها ذاتيا يؤدي إلى تلوث الهواء والماء فتنبعث فى الهواء غازات النيتروجين وأكاسيد الكبريت وثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وأحماض الهيدروليك وفلوريدات وألدهيدات وهيدروكربونات وغازات حمضية والديوكسينات والفيورانات وهى مواد بالغة الضرر قد تسبب السرطان والتشوهات الخلقية بالإضافة إلى أضرار غازات الصوبة على البيئة وعلى الإنسان والحيوان والنبات . كما تنتج أطناناً من الرماد السام ومن العديد من العناصر الثقيلة السامة التي يتسبب تصاعدها في العديد من الإمراض الخطيرة . كما أن تراكم أكوام القمامة في مختلف الأحياء والأزقة يعمل على تنشيط الكائنات الحية الدقيقة في المخلفات البلدية المتراكمة مسببة تخمرها الأمر الذي ينتج عنه تصاعد غازات الصوبة مثل غاز الميثان الناتج من التحلل اللا هوائى للمواد العضوية بواسطة الكائنات الحية الدقيقة بالإضافة إلى النشادر وأكاسيد النيتروجين والكبريت وعملية فرز القمامة من قبل المواطنين ممكن إن تعرضهم للاصابة بالعديد من الأمراض الخطرة لاسيما إذا كانت المخلفات متعفنة وتحتوي على مخلفات خطرة. وللإنصاف يمكن القول إن قيادة محافظة عدن ممثلة بصندوق النظافة وتحسين المدينة تستشعر مخاطر تردي مستوى النظافة وتراكم القمامة وما لذلك من اثر سئ على مظهر المدينة وعلى صحة البيئة فيها ولأجل ذلك نفذ العديد من حملات النظافة شملت كافة مديريات المحافظة بالتعاون مع عدد من الفعاليات الناشطة في مجال البيئة ومنها أندية أصدقاء البيئة و طلبة المدارس وذلك سعيا للوصول إلى جعل عدن مدينة جميلة ونظيفة و خالية من القمامة . إن نظافة عدن لا يمكن إن تكون فقط مسؤولية الجهات التنفيذية فيها فقط بقدر ما هي مسؤولية جماعية ينبغي أن ينهض بها الجميع مواطنين وجمعيات وأحزاباً ومؤسسات إذ يتحتم على الجميع إن ينهضوا بدور ايجابي في التوعية بأهمية النظافة وإدراك إن عدن ينبغي إن تكون مدينة نظيفة على الدوام لتحافظ على سمعتها ومكانتها كواحدة من أجمل المدن الساحلية في العالم.