سلموا لي على كل العواصم إلا من البعض القليل ..سلموا لي عليها لإنها سوف لن تتغير . ولن تبدل سلوكها ولن تتطور . . لانها نشأت على لبنة من كذب ولبنة من نفاق .. وطلاؤها الابتسامات الصفراء من أمام روادها ومن باطنها العذاب والنار الملتهبة بالأحقاد الدفينة والشعور بعقدة الدونية والنقص .. وقد قال تعالى ( إن الله لأيغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. فحتمية التغيير لابد وأن تبدأ من النفس والذات ..ولكن عواصمنا ضد كل تغيير من اجل النمو والتقدم و التطور والمستقبل الزاهر .. فهي منغلقة تماما بل وجهولة لاتعي ولا تستوعب أي من شروط وأدوات العلم والحضارة ومع ذلك كله كان حتما علينا أن نلمع ( أ حيانا ) بعض جدران تلك العاصمة ..ولكن ليس صدقا من القلب .. لأنها لم تترك مكانا للقلوب فيها للمحبة والصدق واخلاص النوايا لكل القرى التي من خلفها ومن تحتها .. فكان الاعتقاد السائد وبحسب كل المراهنات لدى سكان (القرى والهجر ) من حول العاصمة مقولة وهي آن تمرض العاصمة فقد تتعطل مصالح الأمة بأسرها . . وبذلك فقد أحيطت بالعاصمة كل أسباب العافية والرفاهية والنمو والحياة .. وأمدوها بكل وسائل المعونات والمعوذات والمساعدات والتي تجبى او تفرض على سكان تلك القرى التابعة لها ..! علاوة على ما أضفوها من هالة كبيرة من الهيبة بل والتقديس لعاصمتهم تلك احيانا .. ولكن وبرغم تلك الاحتياطات والجهود الحثيثة فقد سقطت العاصمة في براثن المرض كأمر مسلم به و كقضاء وقدر و هكذا بدون مقدمات او اسباب ..فقد جاءت الرياح الموسمية واصيبت بعضا من أجزاء العاصمة بضربة ريح حمراء شلت بعضا من جوانب احيائها الراقية ... وجاء المستشارون وقارئوا الطالع والمتحذلقون فأشاروا بأن يحجبوا العاصمة عن كل المرتادين الذين يأتونها من القرى المجاورة وعن كل الغرباء او الوافدين حتى يتم ترميم وإصلاح ما أفسدته (ضربة الريح ) ولكي لاتظهر العاصمة بشيء من مظاهر الضعف والأستكانة او بمظهر يدعو الى الشفقة والاسترحام ..! وكهذا فالعواصم لدينا تجتر الماضي بكل مآسيه وأمراضه وأحقاده وتخلفه ومظاهر تدميره من العمق والداخل فلا ترجى منها خيرا ..الاولى لها أن تدك دكا دكا .. وان تساوى بالارض حتى لاترى فيها عوجا ولا أمتا .. فيا أيها السادة الكرام فإن أنتم مصممون على المضي بعاصمتكم والاستمرار بها فهذا هو شأنكم . . فأما أنا مصمم على تغيير عاصمتى ولو أنتم كارهون ..!