الجنوب لا يكون إلا للجنوبيين، بفضل و نصر من الله ، هذا ما تقوله مبادئ الجنوبيين التي ثبتوا عليها و مازالوا عليها ثابتين، و مالديهم من استحقاق لا يشوبه أدنى شك في مطالبهم ، في نضالهم وفي تحالفاتهم و في حربهم و في عقيدتهم ، التي انهرت حق و صدق ووفاء و شجاعة وتضحية . ولايجب أن نأخذ من صراع اطراف الأنقلاب في صنعاء الخوف و التأويل المسبق المنعكس على الجنوبيين في قضيتهم و في انتصاراتهم التي تحققت ، و في تدرج خطوات الانتقالي الجنوبي نحو استقلال الجنوب و استعادة الدولة ، والذي قد يأخذنا ذلك التخوف وتلك التأويلات المسبقة إلى حسابات خاطئة ، بسبب التسرع أو بسبب عدم الفهم في ما يكن بداخل جوف دول التحالف العربي من مواقفهم التي ظهرت مؤخرا في دعمها و تأييدها لتحركات صالح العسكرية ضد الحوثيين . وما علينا إلا الاستمرار في نضالنا، مع أخذ الحيطة و الحذر مما يجري في صنعاء، دون أن نلتفت إليها بأقاويل و تحاليل ،" انتصار ذلك الطرف في صالحنا"، أو" بقاء ذلك الطرف في صالحنا" ، الذي ربما قد يحول بعض مواقفنا و تحالفاتنا ،من حليف و شريك وصديق إلى أعداء ، بينما الحقيقة التي تجري أحداثها في صنعاء بين اطراف الأنقلاب، و أيضا الحقيقة المخبأة في جوف دول التحالف العربي من دعمهم و مناصرتهم للمخلوع "صالح" غير التي كنا نظنها، فنقع في فخ كذبهم و تمثيلهم و ألعابهم السياسية و العسكرية . كل قوى الشمال "المؤتمر و الأصلاح و الحوثي " قاتلت الجنوبيين و أحتلت الجنوب ولا ترى في الجنوب إلا أرض، فيها مباح الدم و الثروة ، و لم تخرج منه إلا بقوة السلاح ، والمنتصر منهم في صنعاء ، أن لم يعترف بحق تقرير المصير للجنوب، وحسن الجوار ،و يفكر في أعادة أحتلال الجنوب مرة أخرى ، يعتبر عدوا ،و سيكون شعب الجنوب و قواته له بالمرصاد للدفاع عن الجنوب ، دينا و أرضا و انسانا و ثورة. بعض من مكونات الحراك ، و بعض من شخصيات الجنوب التي لا تعترف بالانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب وقضيته ، ستحاول تعزز رفضها له ، على غرار ما يجري في صنعاء "بالسخرية" من متانة وقوة العلاقات التي تكونت بين الانتقالي و دولة الأمارات ، خاصة بعد تصريحات الأمارات الضمنية من دعمها للمخلوع "صالح"، نحن في الجنوب لا يخوفنا ذلك ، ونحب لأخواننا في دول التحالف العربي أن يحققوا أهدافهم و مصالحهم العسكرية و السياسية في الشمال ، مثلما نحب منهم أن يحترموا ويدعموا مصالحنا الجنوبية في استقلالنا و قيام دولتنا ، ولن يكون هناك أي تعارض في علاقتنا معهم و بين تأييدهم و دعمهم للمخلوع "صالح " ، فذلك خاص بالشمال ، وهذا خاص بالجنوب ، وبعدها لكل حدث حديث . مهما كانت النتائج التي تأتينا من مجريات الأحداث بين اطراف الأنقلاب في صنعاء ، ومهما كانت تصريحات الدعم و التأييد للمخلوع "صالح " ، لن تكون أكثر من تحقيق مصالح سياسية و عسكرية لأشقاءنا في دول التحالف العربي ، ولن يدور خدع و مكر و مراوغة و كذب "صالح" من جديد على دول الخليج العربي ، كما كان بعد حرب 94م ، لا في عهد جديد له ،ولا في عهد ابنه من بعده إذا تحقق له ذلك ، ولن يستطيع أن شاء اللة أن يحقق أي أحتلال أخر للجنوب. علاقاتنا مع دول التحالف العربي ، ستبقى طيبة كما هي و لن يكون "الجنوب" إلا للجنوبيين .