( الرجولة ملهاش قطع غيار ) ، صرخ الشهيد الطفل ( عادل نزار ) في وجه جنوبيين معاونين لعلي صالح رأى ان لديهم خللا في رجولتهم ، فأطلق عليه علي صالح رصاصة اصابت جبهته فسحقت جمجمته ، لقي الطفل حتفه واوى علي صالح ليلتها الى حضن احد نسائه وفيما هي ترسل اصابعها في فروه رأسه كانت ام الشهيد عادل تندب حظها العاثر الذي جعلها مواطنة في بلداً يديرها سفاح . ترضع طفلتها وهي نصف نائمة في مخدعها آمنه مطمئنة ليباغتها علي صالح بطلقة اخترقت جمجمتها من الخلف ، قضت نحبها فيما ظل رضيعها يلقم ثدياً اِختلط فيه لبن امه بدمها ، ليلتها امضى علي صالح ليله اخرى في النعيم المقيم ، لا تعرف الشهيدة فيروز لما قتلت !! علي صالح يعرف !! كانت الشهيدة فاطمة تهتم بشؤون منزلها حين ارسل اليها علي صالح رصاصة قاتله ، هي ايضا لا تعرف لماذا !! وحده علي صالح يعرف السبب !! في الضالع وفي حرم مدرسة حكومية اجتمع ابناء سناح يتواسون في شهيدٍ قتله علي صالح ودفنوه للتو ، فبعث اليهم علي صالح برقية عزاء مشفوعة بثلاث قذائفِ من دبابته الرابضة في مواجهة المدرسة ، كانت الحصيلة الكثير من الجرحى و22 شهيدا عجز من بقي حياً عن جمع اشلائهم ناهيك عن التعرف عليها ، هؤلاء كانوا يدركون ان علي صالح سفاحاً ، لكن خيالهم لم يسع فداحة ما قام به ، في المساء لعق علي صالح شاربه ثم اوى الى ليلة اخرى من الانس والرفاهية والفخامة . محطات عابرة ومحدودة جداً في مسيرة حافلة بالدم والأشلاء والغدر والتآمر ، بطون مبقورة ، رؤوس مسحوقة أشلاء متناثرة ، وقيم اخلاقية وإنسانية تم شطبها من قاموس دولة رئيسها سفاح . لم يكن الشهيد الحمدي وأخيه اول ضحاياه ، ولا ما عقبه من تصفيات للناصرين وللمعارضين في النقاط والطرقات والبيوت ، والتهجم على بيوتهم وهتك حرماتها ، وسيستمر نهر الدماء الذي شق مساره السفاح متدفقا حتى بعد ان جرى دمه فيه كصيرورة طبيعة لمسيرة الدماء والأشلاء ، سيستمر نهر الدماء بالتدفق ردحا اخر من الزمن الله وحده يعلم متى ستنتهي مفاعيل هذه التركة الوخيمة . لا اجد شبيها له فيما اعلم من التاريخ ، ( دراكولا ) لا يشبهه على الاطلاق ، فقد كان ( دراكولا ) ينكل بالأتراك الذين كانوا يغزون وطنه ويستعبدون شعبه ، كان يشرب دماء الاعداء ، ومثله فعل ( هولاكو ) والكثير مثلهم عبر التاريخ ، كان هؤلاء يشربون دماء اعدائهم فيما علي صالح يشرب دماء رعاياه ومن أتمنوه على انفسهم وأموالهم وإعراضهم ، حقيقة لم اجد له مثيل عبر التاريخ . وإذا كنا لا نجد للرجل شبيها فأني كذلك لا اجد مثيلا للكثير من ضحاياه الذي يهيمون به عشقا بعد كل ما فعل بهم ولا زال يصيبهم .ِ بعد حوالي 40 عام من التنكيل والعبث بحياتهم في كل جوانبها لا يزال هناك من يحب الرجل ويعشقه ، (نعشقه ) هكذا اجاب احد الضحايا حين سمع نقاشاً عابراً يدور عن حقيقة وجود من يحب هذا الرجل ، تدخل ( نعشقه ) استخدم لغة الجمع لأنه يعلم ان منهم على شاكلته كثيرين جداً ، كان هذا احد الضحايا وأباه ضحية وأمه ضحية . لا اجد تفسيرا لهذه الظاهرة فيما اعلم ، إلا ما يحصل في الافلام والأساطير حين يتحول ضحايا مصاصي الدماء الى جنود مجنده لمن اصابهم بهذه اللوثة . في الخاتمة عبره ليس فقط في مقتله وحده بكل في طريقة قتله ومسرح العملية وطرفاها ، اصبح الرجل عبره ، لن يعتبر منها غيره ، ظل يتهكم على قرناه وفرارهم من الموت الذي كان يرسله اليهم ، لكنه حين حاول الفرار من الموت لم يتمكن وأدركه الموت ليجعله لغيره آية .