تعز ... يا عبده الجندي, تعرضت لمحرقة وأنت تعلم علم اليقين بهذه المحرقة. إنها تصنف حسب المنظمات الإنسانية بجرائم إبادة ضد البشرية. إن ما جرى يوم 29-5-2011 لا يمكن لرجل أو طفل أوامرأة في محافظة تعز ان ينساه، ستظل هذه المحرقة لعنة في سجل نظامك تطارد السفاح علي صالح ومن كان معه ستطاردهم حتى يصلوا الى يد العدالة التي ستكون أياد يمنية يقودها شباب الثورة الذين أحرق سيدك رفاقهم في الثورة السلمية , وسينال المجرمون جزاء جرمهم الشنيع والذي لم تعرف البشرية له مثيلا, ذلك انه تم حرق شباب لايملكون إلا أقلاما يكتبون فيها عبارات الإحتجاجات واصواتا يرددون عبرها نداء الحرية للشعب , ونداء الرحيل للسفاح . إن محرقة تعز ,, ستظل في ذكريات ابنائها مادامت دمائهم في عروقهم ومادامت نسائهم تلد اطفالا ومادامت الحياة في الكون حتى تنتهي البشرية. غدا( يا جندي ) سيأتي بك ابناء تعز ويروك ما كنت تحاول طمسه باستماتة من أجل تبرئة سيدك السفاح. غدا يا عبده سترى قبح أعمالك حين تأتيك أمهات الشهداء, وآباء المعاقين الذين اشتركت في حرقهم بتبريرك للسفاح قبح عمله , سيأتون ويسألونك أمام محكمة العدالة لماذابررت لقتل أولادنا ؟ غدا ستكون في قفص الإتهام مع سيدك السفاح حين تعضوا أنامل الندم ولاينفع في ذلك اليوم الندم .. حتى لو حاولت الهروب ستتم ملاحقتك دوليا وقد رتب المتخصصون من الشباب ملف قضيتك منذ أن اشتريت وظيفة نائب وزير إعلام بمساهمتك بقتل ابناء الوطن في كل ساحات الحرية والكرامة . أما انتم يا شباب الثورة في قلب الثورة , يا حراس الكرامة ورواد النصر أيهاالشامخون في زمن الإنكسار يا أبناء تعز .. إعلموا أن السفاح وأتباعه قد أسفروا عن كل قبح متأصل في اعماقهم، وأنهم في الرمق الأخير من حياتهم, وأن لعنة المحرقة تلاحقهم في صحوهم ونومهم. أيها الأبطال فإن من حرق السفاح اجسادهم فإننا نحتسبهم شهداء عند ربهم , وأما جرحاكم إنما يحملون أوسمة البطولة في أجسادهم, وأما الباقون فهم الأبطال الذين قد أقسموا أنهم على درب رفاقهم سائرون, ولقد علمتم منذ أن خرجتم أنكم لم تخرجوا للتنزه والإستجمام وإنما أخرجكم ظلم السفاح الذي أوصل الوطن الى الدرك الأسفل من الهوان واستمتع هو وأقاربه بخيرات الوطن المغتصب. إن ابناء اليمن قاطبة غدا سيقرؤون في مناهجهم الدراسية هذه التضحية العظيمة التي سيوثقها المؤرخون وستكونوا قدوة للأجيال القادمة, بأن الكرامة لم تأتي لشعبنا إلا عبر هذه البوابة من أنهار الدماء وأكوام الأشلاء, وعبر هذا الأنين, ودموع الثكلى, فيعلم الأبناء أن الآباء لم يبخلوا بأغلى ما يملكون وبأرواحهم, من أجل حريتهم والعيش الكريم في مستقبلهم. فسيروا في طريق العزة والمجد, وإنها لثورة حتى النصر.