أسوا الأحتمالات هي ماينتظر الجنوب في خضم الحرب الضروس التي تشنها كل القوى الشمالية ضده!والاهم من ذلك كله جاء (الاعتراف) حول حقيقة العلاقة التي تربط الجنوبيين ومجلسهم الأنتقالي بالتحالف العربي!والأبعد من ذلك ان هذه العلاقة ليست علاقة تحالف وشراكة حقيقية كاملة! وكل ذلك جاء في مقال مطول للدكتور ناصرالخبجي محافظ لحج وعضو المجلس الأنتقالي الجنوبي.. وفي تقديري أجد ماجاء في حديثه المثير للجدل رسالة هامة لايتجاهل مضامينها وتبعاتها الا مراهقو سنة اولى سياسة! او من لايعنيهم مستقبل الجنوب الذي يبدو انه سيكون على موعد من التطورات الهامة التي سيشهدها قريبا! ولكن هل ماقاله الخبجي اجتهاد وموقف شخصي يعبر عن وجهه نظره لشخصه?ام كان ولو بشكل ضمني يعبر عن اغلبيه "اعضاء وممثلوا المجلس الأنتقالي" اذا لم نشر ولو مؤقتا لموقفي رئيسه ونائبه! وبغض النظر عن هذا وذاك هل لنا ان نتماهى مع توقيت هكذا تصريح بل هكذا قنبلة مدوية والمجلس الأنتقالي يستعد لتدشين ألتمام جمع جمعيته الوطنية التي ستبدأ اعمالها السبت المقبل تمهيدا لبلوره قوائم نصاب ممثلي برلمانه المزمع الاعلان عنه بالتزامن مع هكذا تصريح لاجرم انه يشكل حالة من التوجس والإرباك!
وفي المقابل كيف لنا ان نتصور طرح الدكتور الخبجي والذي جاء مغايرا للخطاب السياسي المعتاد للمجلس الأنتقالي منذ تأسيسه! متى ما ربطنا تصريحه بالموقف المعارض للمجلس الأنتقالي إذ لانستطيع ان نقفل باب منصات (المعارضة) السياسية للمجلس منذ تشكيله من قبل قوى وفعاليات ومكونات الحراك الجنوبي في المجلس الاعلى للحراك والمجلس الثوري الذي عاود نشاطه مؤخرا على ضوء الحراك السياسي المتنامي بعيد دعوة "باعوم" لقيادات من المجلس الثوري للتوجه الى صلالة!ودعوة الرياض للمجلس الاعلى للحراك وقد طار "راشد" اليها للتشاور!
والمشهد الجنوبي برمته انقسامي اقصائي تعززه سياسة الاستقطاب الحاد من كل الاطرف السياسية التي تمعن في اختراق واستنزاف القوى الجنوبيه المتحاربة!وموقف الدكتور الخبجي يدق جرس انذار مبكر لن يكون الاول ولا اراه الا البداية لمرحله ستشهد مزيدا من هكذا مواقف لاريب انها تدق ناقوس خطر داهم اذا استمر الوضع القائم على حاله المتفاقم احترابا وتخوينا!وقد لايعني كثيرا ولو مؤقتا أكان موقف الخبجي يعبر عن ذاته او موقف الأكثرية من اعضاء الأنتقالي!
واعتقد اننا كجنوبيين لم نخرج بعد من دائرة (رده الفعل) وليس اكثر من رده الفعل الى دائرة الفعل المبادرة!واعتقد ايضا ان موقف الخبجي جاء في هذا الاطار من رده الفعل بعد تفاهمات التحالف مع حزب الاصلاح الذي من الواضح انه يسير في مسار مرحلة جديدة من الشراكة المبنية على المصالح! ولن يكون الجنوب بمعزل عنها في قادم الايام!والمجلس الأنتقالي والمعارضة الجنوبية مازالا يضرمان النار في أتون حرب الوصاية على الجنوب المصاحبه لسينفونية التخوين والاقصاء!غير ان الادهى من كل ذلك ان الخبجي قال بالحرف "انه لايستطيع احد ان يعرف الى الان ماهي بالضبط تفاصيل تفاهمات لقاء الرياض بين قاده التحالف وحزب الاصلاح"! وصحيفة(الأمناء)العدنية ترد على الدكتور الخبجي بالمانشيت العريض"كتيبتان من مأرب تصلان الى العاصمة عدن"!