نبذة عن تاريخ إنشاء المعهد ومراحل تطوره - في بداية العام الدراسي 1963 / 1964م وانطلاقاً من الإحساس والشعور الوطني في الإسهام المتواضع والمحدود الذي يخدم قضية الوطن والجماهير وبالأخص الطلابية منها التي تعتبر جزءاً هاماً وحساساً وفاعلاً في جسم الجبهة التعليمية والثقافية حيث كانت حينها تخضع لمختلف أشكال وأساليب التشويهات والتحريفات من قبل القوى الاستعمارية والمعادية لشعبنا اليمني وبدافع الحرص الثوري لكشف هذه الأساليب والنابع من الالتزام الطوعي والواعي للخيارات والمبادئ الوطنية والثورية النبيلة التي عبرت عنها حالة الغليان الثوري والمتعاظم والذي توج حينذاك بقيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة في شمال الوطن واندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة في جنوباليمن المحتل بادر الدكتور "علي الشيباني" كعضو في هذا التنظيم الثوري بتأسيس النواة الأولى لعدة مدارس أهلية كقاعدة لمعهد 14 أكتوبر “ الحالي “ وذلك في محل رقم86/49 بشارع الصعيدي بالمعلا مبتدئاً بثلاثة طلاب في اليوم الأول ثم عشرة في الأسبوع الثاني حتى وصل عددهم في نهاية نوفمبر / تشرين الثاني 1963م إلى 35 طالباً من مختلف فئات مجتمعنا اليمني التي كانت عائشة حينها في محيط هذه المدرسة (منطقة مديرية المعلا حالياً ) وقد حملت المدرسة تسمية المدرسة ( القومية ) كانعكاس لتأثير حركة القوميين العرب التي كانت سائدة في المنطقة العربية ومن ضمنها اليمن بشطريه كحركة سياسية قومية تحريرية . وقد كانت الجبهة القومية احد فروعها الفاعلة والمثمرة لتبنيها الثورة الشعبية والكفاح الثوري المنظم والمسلح من اجل التحرر والاستقلال من سيطرة الاستعمار البريطاني وعملائه في المنطقة. وبفضل التفاني والجهود المبذولة اكتسبت هذه المدرسة خلال فترة وجيزة شهرة واسعة وسمعة حميدة في الأوساط التربوية والتعليمية لما كانت تتبعه من طرق جيدة في التدريس وتأثيره في تنمية الوعي الوطني التحرري في صفوف الدارسين وتبصيرهم بمختلف القضايا الحيوية حينها وتحريضهم ضد المستعمر وأعوانه وشرح الأهداف الوطنية التي تفجرت من اجلها الثورة . كل هذا أدى إلى تزايد التحاق الطلاب بهذه المدرسة حيث وصل عددهم إلى خمسين طالباً ما أدى إلى ضيق هذه المدرسة في استيعابهم . وقد ترتب على ذلك ضرورة الانتقال إلى مكان أخر بعد شهرين فقط من تأسيسها أي في 31 ديسمبر / كانون الأول 1963م وبعد مشاورات وتوجيهات من بعض الإخوة في الجبهة القومية لمسوا النتائج الايجابية لهذا العمل والنشاط الثقافي والتربوي رأوا ضرورة تطويره والاستفادة من خلاله لتنفيذ مهام ثورية أخرى مختلفة تفيد العمل السياسي والعسكري للتنظيم السياسي في المنطقة لهذا تم في الأول من يناير / كانون الثاني 1964م نقل النشاط التعليمي في هذه المدرسة إلى مقر جديد أخر يستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب ويمكن من ممارسة أنشطة أخرى في إطار عملية الكفاح المسلح . وفي عام 1970م/1971م تم افتتاح المرحلة الثانوية في معهد 14 أكتوبر للثقافة والوعي الثوري والعمل على تدريس جميع المواد الدراسية المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم وقد حرصت على اختيار أفضل المدرسين والمتميزين من الإخوة المصريين والسودانيين والعراقيين وفلسطيني واحد للقيام بالمهمة التدريسية في المعهد وقد تم بالفعل إعداد أول دفعة من طلاب المعهد لامتحان الثانوية العامة للعام الدراسي 1970م/1971م . الاعتراف الرسمي والمنعطف التاريخي لمسيرة معهد 14 أكتوبر التربوية والتعليمية في عام 1990م تم الاعتراف ولأول مرة كتابياً ورسمياً أصدرته دولة الوحدة بقرار وزاري رقم (842) لسنة 1992م وينص في مادته الأولى على أن : يرخص للأخ / علي محمد قائد الشيباني بإنشاء معهد 14 أكتوبر للمنتسبين في المرحلتين الأساسية والثانوية في محافظة عدن و... الخ ... صادر بديوان عام الوزارة بتاريخ 6 /12/ 1412ه الموافق 6/ 2/ 1992م ولم يتلقى معهد 14 أكتوبر دعماً مادياً من احد ولا من جماعة مذ تأسيسه في مطلع العام 63 / 1964م ، وإدارة المعهد لا تنكر بأن وزارة التربية والتعليم سابقاً تقدمت بأكثر من دعم إلا أنهم لم يقبلوا بذلك وتقدمت لهم إدارة المعهد ببالغ الشكر والتقدير. عدد الخريجين منذ تأسيس معهد 14 أكتوبر حتى العام 2017م. أسهم المعهد في تخريج عشرات الآلاف من المنتسبين والمنتسبات من مختلف الوزارات والمرافق المدنية والعسكرية (في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والأمن والشرطة) هذه الآلاف المتخرجة بعضها واصل الدراسة العليا في جامعة عدن، جامعة صنعاء ومنهم من أبتعث للدراسة الجامعية في جامعات الدول الشقيقة والصديقة في الخارج ثم عاد بعضهم بشهادة الدكتوراه وهم منتشرون في معظمهم محافظات الجمهورية وبعضهم محاضرون ومحاضرات في جامعات عدن في مختلف التخصصات. حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات الخريجين من المعهد منذ تأسيسه وحتى العام الحالي (45 - 50) ألف طالب وطالبه. أنشطة معهد 14 أكتوبر في مختلف المجالات كان المعهد ماقبل العام 67م معظم أنشطته ثورية وسياسية مناهضة للاحتلال البريطاني، وكان معهد 14 أكتوبر انطلق من قاعدة ثورية صلبة ومستوحياً وجوده وكيانه من وحي ثورة 14 أكتوبر الخالدة، كما جسد الخط العام للثورة والتنظيم السياسي (الجبهة القومية) بالإضافة إلى دوره الثنائي في مجال التربية والتعليم. ومنذ العام 90م وبعد أن حصل المعهد على الاعتراف من قبل وزارة التربية والتعليم، برز دور معهد 14 أكتوبر في قيام العديد من الأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية بعدن، حيث شارك المعهد في عدة أنشطة وبرامج تربوية منها (مسابقات،مهرجانات،دورات وورش عمل). واحتفلت عدن بمرور خمسون عاما على تأسيس معهد 14 أكتوبر، وذلك في حفل بهيج نظمته إدارة المعهد كرمت فيه نخبة من المعلمين والمعلمات الذين ساهموا في التعليم بالمعهد منذ تأسيسه ، كما تم في الحفل تكريم الطلاب المبرزين والخريجين ووزعت لهم الشهادات التقديرية والجوائز. وينظم معهد 14 أكتوبر حفلا بهيجا مع نهاية كل عام دراسي لتكريم أولئك الأوائل ومنحهم الجوائز والشهادات التقديرية. انجازات معهد 14 أكتوبر الرائدة والمتميزة حقق معهد 14 أكتوبر للتعليم الأساسي والثانوي الكثير من الانجازات الرائدة والمتميزة والجديرة بالإشارة هنا، حيث حقق في العام الدراسي 74/1975م المراكز الخمسة الأولى من بين العشرة الأوائل في الجمهورية (سابقاً)، كما استمر المعهد بتحقيق المراكز الثانية والثالثة على مستوى المحافظة، وهذا مؤشر حقيقي لوجود كادر تعليمي متخصص وذو كفاءة عالية. اعتاد معهد 14 أكتوبر وانطلاقا من مبادئه الثورية والوطنية والتعاونية ان يعفي أبناء الشهداء والمناضلين وكذا أبناء الأسر الفقيرة من الرسوم الدراسية، كما تعطي امتيازات للمتفوقين من الطلبة والطالبات، أسباب نجاح المعهد والذي جعله باقياً إلى هذا اليوم تحدث د.علي محمد الشيباني عن الأسباب الحقيقية لنجاح معهد 14 أكتوبر حيث قال: كنت وأنا طالب في المرحلة الثانوية في مدرسة القديس أنتوني خطاطاً ورساماً إلى جانب تفوقي في اللغة الانجليزية ولا أزال وحتى اليوم. وعندما بدأت بتدريس الطالبين الأولين في اليوم الأول ثلاثة وأربعة في اليوم الثاني وكذا ثمانية في اليوم الثالث شاهد الآباء وأولياء الأمور جمال الخط العربي في دفاتر أبنائهم وكذا الخط الانجليزي فأعجبوا جداً بذلك، ولذا تدافع أعداد الطلاب من شارع الصعيدي إلى محل والدي المرحوم/ محمد قائد ردمان المذكور سلفاً، ووصل عددهم في نهاية الشهر الأول 1963م إلى 20 طالباً. وأضاف "الشيباني" كنت وأنا في المرحلة الثانوية أحب أن أتعلم وأعلم وأطمح إلى ذلك كثيراً وحتى اليوم. كنت مخلصاً ومتفانياً في أداء واجباتي التعليمية أو الفنية في كتابة اللوحات التجارية، أحب طلابي كثيراً وأحرص كل الحرص أن يفهم ويستفيد كل منهم كل درس ألقيه عليهم.كنت وما أزال وحتى اليوم أمتلك من التدريس أي فن الإلقاء وهذا هو الأساس والمحور الرئيسي في التدريس وأنا بحمد الله تعالى أمتلك الحس الفني في أكثر من مجال، فن الخط فن الرسم وفن التدريس وكذا إتقان أي عمل أقوم به علي أن أجعله قائماً على الأساس الفني. بعد أن تلقى د.علي الشيباني تعليمه في مدرسة القديس انتوني عين مدرسا للغة الانجليزية فيها من قبل عمادتها الإيطالية واستمر يعمل فيها حتى 30/6/1973م، ثم انتسب في الثانوية العامة ونال المركز الأول وواصل دراسته في كلية التربية قسم اللغة الانجليزية ونال المركز الأول ثم عمل كمعيد في كلية التربية بصبر و واصل دراسته الأكاديمية ونال الماجستير والدكتوراه ووصل الى درجة أستاذ مساعد في جامعة عدن.
طرق تدريس حديثة تبني مخرجات تعليمية سليمة صرح الأستاذ جلال الشيباني نائب مدير المعهد بأن معهد 14 أكتوبر يساهم في انتشال الشباب من الواقع وعدم ضياعهم في ظل الظروف والمتغيرات الاجتماعية التي ألقت بضلالها على الواقع والمجتمع وعملت على تفكيك الأسرة ، كما يساعد المعهد الطلاب من خلال تلخيص المنهج وعمل بعض الدورات كما يتم الفصل بين الطلاب والطالبات. وقال "جلال الشيباني" ان معهد 14 أكتوبر هي المدرسة الوحيدة التي تعمل بنظام الانتساب على مدى (5) عقود من الزمن، مضيفا أنهم في المعهد يقدمون دورات تأهيلية وورش عمل في طرق التدريس وإعداد الدرس ويتم ذلك بمشاركة من قبل جميع طاقم التدريس والغرض منه رفع مستوى التعليم وإدماجها بنظام الداتاشول وهو يعتبر وسيلة من وسائل توصيل المعلومة للطالب بعكس الطرق التقليدية في شرح الدرس للطالب. متمنيا ان يتم الاهتمام بالتعليم وإعطائه الأولوية كون بلادنا تحتاج الى جيل متسلح بالعلم للنهوض الحقيقي للتعليم من الأساس كي تبنى مخرجات تعليمية سليمة تلبي حاجة النهوض بالعملية التعليمية. علاقة المعهد بوزارة التربية والتعليم - علاقة معهد 14أكتوبر بوزارة التربية والتعليم علاقة جيدة جداً، ومتميزة وتتجسد جوانب تعاونية ايجابية منها: تزويد المعهد بالأدلة والمناهج الدراسية. تزويد المعهد بالكتب المدرسية للمرحلتين الابتدائية والثانوية بهدف رفع مستوى طلاب وطالبات المعهد التعليمي وكذا إحاطتهم إحاطة كاملة بالمقررات الدراسية مما يترتب عليه تحقيق نتائج دراسية مشرفة ومعدلات متفوقة. إنزال التوجيهات المركزية للمعهد من خلال إدارة التعليم الأهلي والخاص بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة. يتم استدعاء مدير المعهد أو نائبه الفني والإداري للاجتماعات التي تعقد مع إدارات مدارس التعليم الأهلي والخاص بالمحافظة. تزويد المعهد بمختلف وسائل الإيضاح التعليمية المعينة للمدرس وللطالب والطالبة على فهم واستيعاب مختلف المواد الدراسية ذات الصلة والعلاقة بالوسيلة التعليمية. نحن بدورنا في إدارة المعهد نعمل على توثيق هذه العلاقة مع وزارة التربية والتعليم وكذا إدارة التربية والتعليم بالمحافظة من خلال استدعاء قيادة التربية والتعليم بالمحافظة لحضور حفلات التكريم التي تقيمها سنوياً إدارة المعهد لتكريم أوائل الطلاب والطالبات فيه. كما تقوم إدارة المعهد برفع الإحصائيات الكمية وملفات المتقدمين للامتحانات الوزارية الأساسية والثانوية وأيضاً كشوفات الفصل نهاية كل عام دراسي. الخطط المستقبلية لتطوير المعهد - تنوي إدارة معهد 14أكتوبر بناء دور ثان على سطح المعهد إن شاء الله تعالى - في المستقبل إذا تمكنت إدارته من ذلك مادياً وذلك لتحقيق الأهداف التالية: أ - توسيع إدارة مدير المعهد ونائبيه. ب- توسيع إدارة مسجل المعهد والأمين المالي. ج- توفير غرفة خاصة لأفراد الهيئة التعليمية. د- توفير مكتبة عامة للمعهد تضم كمية من الكتب الثقافية والعلمية والتربوية تهدف إلى تعزيز القدرات الفكرية والثقافية والعلمية لدى الأخوة المدرسين لينعكس ذلك إيجابياًً على عطائهم التعليمي لطلابهم وطالباتهم في المعهد. ه - تحقيق إعداد غرف دراسية خاصة لتدريس اللغة الإنجليزية بالطرق الحديثة المتطورة وباستخدام وسائل لغوية وعلمية لتحقيق نجاح المهمة. و - تحقيق إعداد غرف جديدة لتعليم “ الكمبيوتر” الحاسوب.