لقد تعمدت ان اجعل عنوان المقال بهذه الطريقة لكي يلفت انتباه القارئ ويجذبه الى قراءة المقال رغبة في التعرف على شخصية محمد كون الاسم لم يرفق باي صفة تدل هوية صاحبه، والحقيقة انني اقصد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك لان مدينة القدس في اللغة العربية وجورزلم في اللغة الإنجليزية وبيت مكداش في اللغة العبرية لغة أبناء عمومتنا الإسرائيليين او اليهود او كما يقول بعض المتنورين العرب أبناء العم سام. مما لا شك فيه ان اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص اعتبار القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية، اثار موجة من السخط والاستنكار في عموم العالم الإسلامي بالإضافة الى حملة من الإدانة والسب والشتم للسيد ترامب الذي أعلن رسميا موقف الولاياتالمتحدةالامريكية المؤيد لجعل القدس عاصمة لإسرائيل، فضلا عن النية المزمعة للإدارة الامريكية في نقل السفارة من تلافيف الى القدس. السؤال الكبير لماذا يغضب المسلمون كل هذا الغضب من اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولم يغضبوا من اعلان النبي محمد؟ مع ان اعلان ترامب لا يختلف عن اعلان النبي محمد بشأن القدس وهو الإعلان الذي سبق اعلان ترامب بأكثر من 1400 عاما، فاذا كان اعلان ترامب قد صدر من خلال حديث تلفزيوني فان اعلان النبي محمد قد صدر من خلال قرآن يتلوه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حتى يومنا هذا، بل وستستمر التلاوة حتى قيام الساعة. الحقيقة ان اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف مدى جهل المسلمين بقرآنهم ودينهم ومدى جهلهم برسالة نبيهم، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان المسلمين يقرأون القرآن ولكنهم لا يفقهون آياته ومعانيه ودلالاته وبرغم ان الآية القرآنية الخاصة بإعلان النبي محمد مدينة القدس ارضا مخصصة لبني إسرائيل واضحة وضوح الشمس، الا ان فقهاء المسلمين او ما يسمونهم رجال الدين المسلمين يتعمدون إخفاء تلك الآية وتجاهلها بقصد تضليل الناس وابعادهم عن معرفة الحق، لكي يبقى الصراع بيننا وبين أبناء العم سام أصحاب الحق الثابت والاصيل في ملكية الأرض المقدسة. قال الله تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) ). صدق الله العظيم. سورة المائدة. هذه الآية القرآنية لوحدها كافية لإنهاء الصراع والعداء بين المسلمين واليهود لو ان المسلمين تدبروها وفهموها حق فهمها بعيدا عن التعصب الذي دائما ما يؤدي الى الكوارث بين الشعوب والأمم، هذه الآية كافية لامة الإسلام كي يفتحوا صفحة جديدة مع إسرائيل من السلام والوئام والتعايش السلمي والتعاون الاقتصادي الذي يخدم الجانبين ويحقق النمو والازدهار والامن والاستقرار لشعوب المنطقة وللبشرية جمعاء. لقد انتقد المتعصبون من رجال الدين الإسلامي اعلان ترامب وهاجموا ذلك القرار بأشد وأقذع العبارات وخاصة في خطبة الجمعة التي تلت اعلان الرئيس الرئيس الأمريكي ترامب، لكن هل يجرؤ أحدا من أولئك المتعصبين ان يوجه نفس اللوم والانتقاد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كونه أصدر اعلانا مماثلا سبق اعلان ترامب بأكثر من 1400 عاما، ثم هل يجرؤ أحدا من أولئك المتعصبين الذين يحرضون عامة المسلمين على إبادة اليهود ان يذكروا هذه الآية او يتلونها في منابرهم اثناء خطب الجمعة او في المهرجانات الجماهيرية التي يقيموها لإلقاء الخطب الحماسية والنارية ضد اليهود؟ الجواب بكل بساطة لا، لن يجرؤا على ذلك لأنهم لا يردون للحق ان يظهر ولا للسلام ان يعم، لأنهم يشعرون وبكل بساطة انهم سيفقدون مصالحهم التي تتغذى على الحرب وتنمو وتزدهر في أجواء الكراهية والاعمال العدائية. نحن بحاجة الى مزيد من الوعي الى مزيد من التأمل والتفكر ومن ثم الانصاف في تعاملنا مع انفسنا وتعاملنا مع الاخرين، نحن بحاجة الى ان ننشر ثقافة التسامح بدلا من ثقافة الكراهية، ثقافة السلام بدلا من ثقافة الحرب، ثقافة التعاون مع الجيران وتبادل المصالح المشتركة بدلا من المقاطعة، ولننظر ماذا قدم لنا المتعصبين من أمثال داعش والقاعدة والحوثيين، الذين يرفعون شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود وشعار قاطعوا البضائع الامريكية والإسرائيلية وغيرها من الشعارات الهوجاء، مع الأسف ان مثل هذه الجماعات الإرهابية لم تقدم للمجتمعات العربية والإسلامية الا الخراب والدمار والهلاك للحرث والنسل، والسبب هو تبني شعارات تدميرية ونشر ايديولوجيات عدائية للآخرين، سرعان ما انعكست على أصحابها واصابة كل من حولها من الأبرياء والضعفاء والمساكين. نحن بحاجة الى السلام اكثر من حاجة للحرب، نحن بحاجة للتسامح اكثر من حاجتنا للتعصب، نحن بحاجة للتعاون مع الاخرين وتبادل المصالح معهم بدلا من المقاطعة والتهديد والوعيد، نحن بحاجة الى نشر ثقافة المحبة والتعايش والقبول بالآخر المختلف اكثر من حاجتنا الى نشر الكراهية وايقاد نيران الأحقاد بين الأمم والشعوب والاعراق والأديان، لا بد ان نحترم ثقافة الاخرين ودياناتهم كي نحترم ديننا وثقافتنا، نحن بحاجة فعلية لتبني السلام مع جيراننا الإسرائيليين ان لم نقل أبناء عمومتنا لان العدل يقتضي ذلك خاصة وهم أبناء هذه الأرض كما هو ثابت في القران الكريم وكتب التاريخ، نحن بحاجة الى الاعتراف بإعلان النبي محمد بشأن القدس كعاصمة لإسرائيل، لان ذلك يجعلنا نحترم ديننا ونبينا وكتابنا وتاريخنا المشترك مع أبناء عمومتنا.