لم يسبق لنا ان رأينا اوسمعنا عن حكومة تنعم بخيرات البلاد التي تحررت بفضل الله عز وجل ومن ثم بفضل تضحيات الشهداء قد تخلت عن مسؤوليتها الاخلاقية تجاه أسر شهداءها ، كما تفعل حكومتنا اليوم مع أسر شهداء الحرب الاخيرة الدامية والمستمرة. ها هو عامنا 2017 م يشارف على الرحيل وتنسل ايامه الأخيرة المتبقية حاملة ذكريات حوادث ايامه الفائتة الذي رحلت بحلوها ومرها وحزنها وفرحها وألمها وراحتها، فقد مرت وانطوت امام عيون أسرة الشهيد الذي اختفى نور شهيدها عليها وهي غير مصدقة لما يحدث وغير مستعوبة ما يجري، فعام كامل بايامه الطويلة مر عليهم وشهيدهم غائب ، عام مر دون ان يروا طلة حبيبهم الحاضر بذكراه والمفقود حضوره بينهم ، فلم يخف وجوده سوى واجبه الوطني الذي دفعه لتقديم دمه وروحه الطاهرة من اجل تحرير الارض وطرد المليشيات الانقلابية، واستعادة الكرامة والعزة، فاين في المقابل واجب الحكومة الوطني وضميرها الحي تجاه أسرته المنتظرة للفتة كريمة ومد يد العون والمساعدة الى جانب تقديم الواجب ودفع المستحق ؟، فعام كامل انطوى وذهب ولم تستلم أسرة الشهيد خلاله جزء بسيط مما توقع الجميع ان تحصل عليه بكل يسر وسهولة وهو مستحقها البسيط انه راتبها الشهري ! . هل من العدل ان تحرم أسرة الشهيد من اقل مواساة واجب على الحكومة تقديمها نحوها وهي راتب شهري منتظم ؟، فهذا حق وواجب بسيط لن يفي بثمن دم الشهيد الغالي وروحه الطاهرة ولن يعوض أسرته الخسارة العظيمة الذي لا تقدر بثمن. من العيب والعار على حكومة الشرعية ان تتسبب في اضطرار أسرة الشهيد الى التظاهر والاحتجاج بعد مرور عام كامل نفذ فيه صبرهم وفقد خلاله أملهم وضاع عبره رجاءهم في تكرم الحكومة بصرف ما هو مستحق قانونياً وواجب انسانياً صرفه من راتب لأسرة الشهيد ، فوقوف أسرة الشهيد في تظاهرة للمطالبة بهذا الحق مثل أفصح وأوضح صورة ودلالة على ظلم وتعسف السلطة ، فيالها من مواساة قُدمت لتخفيف ألم الفراق ولتطييب خاطر الحسرة لدى أسرة الشهيد بعد ان فقدت حبيبها الغالي بقيام السلطة بحرمانها من استلام مستحقها الضروري المتمثل براتب شهري يعينها ويساعدها على مقاومة عاصفة الغلاء ودفع وحش الحاجة والاملاق. لم تخرج أسرة الشهيد للمطالبة بصرف مرتباتها الذي حرمت منها لعام كامل الا بعد ان ضاق حالها من استهانة وجفاء السلطة الذي لا يطاق حيال حق الشهيد الذي خرج من غير شك لتلبية نداء الواجب بصدق وامانة وقدم اغلى وانفس ما يملك فداء لتربة ارضه وصون لكرامة شعبه ، فمتى ستقدر السلطة صورة هذه التضحية الحقيقية المتصلة بالمشاعر والمرتبطة بالنفوس والمؤثرة في القلوب ؟ .