لأولئك المغيبين وعياً عن الواقع اليمني نوجز شرحنا المبسط في هذا المقال .. أن الاطراف المتصارعة تختزل في ثلاثة اطراف.. هي (الشرعية.. الحوثيين ...الجنوبيين). الشرعية : هي الطرف الاضعف ليس لحجم القوة المعطلة والموارد والتأييد الدولي بل لان المنضويين في كنفها لا يجمعهم رابط( قضية جامعه) فكل له حساباته الخاصة ..حتى الرئيس هادي لا يحمل مشروع حقيقي واقعي .نظرة بسيطة لهادي والعبث الذي يمارسه المقربون له تثبت حقيقة ان الرجل يعيش لحظة اقتناص الفرصة طالما حرم منها.. وهي جمع المال. اما اولئك المنسلخين عن عفاش - بإيعاز - خلال فترة الحرب واحتضان هادي لهم ليمارسوا دورا موجها في المراقبة والتمويل وعرقلة تحرك الجبهات او تطبيع الحياة في المناطق المحررة ...هؤلاء الى جانب عملهم القيادي السياسي المزدوج حول عبدربه استطاعوا ان يكسبوا مالم يقدروا ان يجمعوه طيلة حياتهم من الاستيلاء على معونات انسانية او مكافآت من التحالف او التهريب ..بالإضافة الى محاولاتهم للوقيعة بين اعضاء التحالف. اما مشائخ الاصلاح الذين لحقوا به بعد استقرار هادي بالرياض وبعد ما تخلوا عن شراكتهم مع الحوثي فهدفهم الاول فرض طوق التحكم في قرار هادي السياسي وتلقينه ما يملى عليه واستطاعوا تصفية حساباتهم مع خصومهم (الجنوبيين)عبره وتوظيف المئات من انصارهم - بالتقاسم مع اقارب هادي- بمراكز قيادية بالإضافة الى جمع المال.. ونصب اعينهم العودة لصنعاء مع من غلب. من هنا نرى ان الشرعية- وموجهها الاصلاح- فشلت في تحقيق الرهان الاقليمي ميدانيا. وبالتالي حسمت نهائيا مسالة عودتهم للمشهد السياسي . الحوثيين : قصر تجربتهم السياسية دفع بهم الى العديد من المطبات واهمها الانخداع بنصائح عفاش وتورطهم في المستنقع الجنوبي الذي كلفهم الكثير لعل اهمها رياح عاصفة الحزم التي لم يتوقعها مستشارهم وشريكهم المؤقت عفاش. غير ان ما يجعلهم صامدين طوال هذه الفترة -رغم الاختلاف الكلي لموازين القوى - هو ايمانهم بتحقيق مشروعهم السياسي بحقهم في الحكم المتسلح بروح مذهبيه قادمه من دولة ليست ببعيده وتتقن فن الدعم اللوجستي والدبلوماسي من وراء البحار. الرهان الاقليمي على شريكهم صالح رهان خاسر ..كونه لا يعدو ورقة محلية غير ان الحوثيين غدوا اداة دولية ..وبالتالي فان حصانهم هو من سيصل لنهائي السباق.. اما حصان المؤتمر الذي لا يقبل الا ان يمتطيه فارسه فلن يتعافى قريبا. الجنوبيين: كانت لمليونيات الحراك الدور الكبير في تشكيل الوعي لدى الجماهير بعدالة القضية.. وابرازها.. وانحصرت هناك ..وجاءت الحرب وغزو الجنوب لتطلق العنان للجنوبيين لانتقام عنيف من الغزاة القادمين ..ولما برزت الوجوه الحقيقية كان على الحلفاء ان يعترفوا بوجودهم وتسليمهم السلطة والقيادة غير ان الشرعية رات في ذلك خطرا يهدد كل اطيافها السابقين ذكرهم.. فعطلت الحياة.. وابعدت القيادات المؤمنة بمشروع الجنوب ..كما استطاع هادي ان يعرقل قيام كيان سياسي جنوبي.. منذ توليه الى ان انكشفت اموره للجنوبيين ..وللإقليم. فكان لابد من قيام المجلس الانتقالي الجنوبي كنتاج نضالي ..وضرورة سياسية قادمه. النتائج المهمة لهذه المرحلة تضع القوى الفاعلة الجديدة (المجلس الانتقالي الجنوبي.. والحوثيين في الشمال ) امام استحقاقات مهمة .. ترسمها ملامح التغيير الجوسياسية في المنطقة وقوة تحالفاتها بالأطراف المؤثرة دوليا بالتزامن مع انهاء بؤر الصراع في سوريا وليبيا والعراق وكردستان وفق خارطة رقمية جديدة قائمة على المصالح الاقتصادية..