يدرك الجميع بان الشعب الجنوبي ومنذ ان سكت هدير المدافع؛ وازيز ولعلعة الرصاص لمقاومته الأولى ضد الغزو والاجتياح والتي انتهت باحتلال الجنوب واستباحته؛ارضا وانسانا وهويةوثروات؛من لدن جيوش ومليشيات وجحافل عصابات متنفذي الشمال؛السياسية والحزبية. الأمنية والعسكرية؛ القبلية والمشائخية؛ومعها التنظيمات التكفيرية والارهابية العائدة توا من افغانستان؛في صبيحة ذلكم اليوم الاسود والمشؤوم؛ السابع من يوليو(1994م)؛منذ ذلك الحين وشعبنا الجنوبي العظيم يقاوم ويقارع الاحتلال وباستخدام مختلف السبل والاساليب النضالية المتواضعة والمتاحة؛ ومن خلال تكوين العديد من الاشكال النضالية المعبرة عن رفضه التام والقاطع للاحتلال وممارساته القمعيةوالاجرامية بحق الجنوب(شعبا وأرضا وثروة وهوية) ورغم كافة انواع القمع والبطش الا ان جذوة النضال استمرت متقدة هنا وهناك.
الى يوم (7/يوليو2007) حيث انطلقت الشرارات الاولى ايذانا بميلاد نهج نضالي وطني تحرري جديد؛والمتمثل بالثورة الشعبية السلمية التحررية الجنوبية المباركة ؛ولن اخوض في تفاصيل ومحطات واشكال ذلك النضال وهي كثيرة وفريدة ومتعددة0 وحتى مارس (2015) وهو مايعرف بمحاولة الغزو الثاني للجنوب؛ مع اختلاف التوزيع للأدوار والتموضع لعصابات الشمال. والاحتفاظ بتمسكم جميعا بالقاسم المشترك وهو(الجنوب) ولا سواه كهدف جامع وشامل لهم0
وهنا ظهر المارد الجنوبي على السطح وبقوة وعنفوان لامثيل له؛ وتمثل بالمقاومة الجنوبية الباسلة وانطوت صفحة النضال السلمي والذي ادى وبجدارة ادواره الوطنية المشهودة والخالدة؛وابتدأت مرحلة الكفاح المسلح للذود عن الوطن والدين والعرض؛ وتم دحرتلك الجيوش والمليشيات الحوفاشيةوطردها وهزيمتها شر هزيمة؛واعيدت الى جحورها وكهوفها في مران صعدة وسنحان صنعاء؛وقدم الشعب الجنوبي تضحيات عظيمة وجسيمة اضافة الى تلك التي قدمها ابان ثورته السلمية0
خلاصة.. القول وكوجهة نظر شخصية اقول بان ماجرى في عدن ليس الا استمرارا حتميا للثورة الجنوبية وتطويرا لادواتها واساليبها النضالية وفي سياق مصفوفة الاهداف والاستحقاقات الوطنية وماتقتضيه موجبات ومتطلبات كل مرحلة؛وليدرك الجميع بان هذه الهبة الوطنية الخالدة لم تكن قطعا لقوات المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي؛ بل انها تعبيرا عن الارادة الشعبيةالوطنية الجنوبية وماقوات المقاومة والانتقالي الا اداة تنفيذية لتلك الارادة الحقة؛ ويخطئ ايضا ومليون مرة من يوصف هذا الرفض الشعبي الكلي لممارسات حكومة الفساد بانه صراعا مناطقيا واستجرارا لصراعات الماضي الجنوبي المؤسفة؛بل انه صراع ارادتين فقط ولا ثالث لهما. وهاتين الارادتين هما: الارادة الشعبية الوطنية النضالية والتحررية المطالبة بالاستقلال وفك الارتباط بنظام العربية اليمنية واقامة الدولة الجنوبية الوطنية الفدرالية وعلى حدود الحادي والعشرين عام(90) وهو المشروع الوحيد والاوحد بالجنوب والذي يحظى بدعم وتأييد ومباركة والتفاف كل أبناء الجنوب ؛ولاحظتم على الواقع يوم امس الاول بعدن تجليات ودلائل ذلك الاصطفاف الوطني الجنوبي الحقيقي ولكافة أبناء الجنوب ومن اقصاه الى اقصاه0
وبين الارادة الثانية: والمتمثلة بمشروع الوحدة اليمنيةواليمن الاتحادي واعادة الجنوب مرة اخرى الى باب اليمن؛ وتمثله الاحزاب اليمنية وبالمقدمة بقايا مؤتمر الهالك عفاش ومن خلال بن دغر ومن هم على شاكلته والاخوان المسلمين التجمع اليمني للاصلاح ومن خلال ال الاحمر ومن سار في فلكهم من الامعات والاتباع....