في صلاة الجمعة يوم امس اتحفنا خطيب مسجد الهجرة في خطبتي الجمعة تحت عنوان اهل السنة والجماعة والمعاناة الحقيقية للامه. اوضح في سياق خطبتيه ان الدين الاسلامي لا تخدمه التشرذمات ولا يحتاج الى تعدد الطوائف والجماعات التي تقسم امة الاسلام وتفرقها أشتات . ان الدين الاسلامي الذي رسخ قواعده ومكنها صاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس محتاج للتجديد كما يوهم بعض الجهلة والمضللين من من يطلقون على أنفسهم الدعاة في زمن الفوضى والانحطاط الثقافي. كانت خطبة الوداع التي القاها خاتم الانبياء والمرسلين في حجة الوداع وتزكيتها بالتنزيل الحكيم من رب العالمين حين بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دين ) كانت تلك الاشاره الئ تمام البناء وترسيخ القواعد المتينة والبنى الحصينة لدين الحنيف. ان معاناة الأمة اليوم ترجع في اصلها الى حالة الفقر والجهل والظلم الذي نزل بالأمة من سوء تدبير حكامها. ومن حالة الفساد الذي عم البر والبحر وإفساد الأجيال الناشئة وتحطيم قيمها وتحويلها الى أتباع للتقاليد الغربية الشكلية . لقد تسببت الحالة الاقتصادية المتردية التي صنعتها مع سبق الإصرار حكوماتنا العربية الى ضعف ألامة وإذلالها بين الامم الاخرى وجعلتها مطيه لحكام ظلمه وحكومات فاسدة لا تفقه في حكم الشعوب الأ سياسة تحصين مراكزها وإطالة عمر حكمها وسخرت لذلك كل أساليب الدجل والتظليل وادوات الكذب والنفاق. قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( لكل امة عجل وعجل امتي الدرهم والدينار) صدق رسول الله الذي لا ينطق عن الهواء . نعم لقد جعل حكامنا من الدرهم والدينار عجل يعبدونه مع الله جل في علاه. في بلد الحكمة والايمان عاش اهل القلوب الرقيقة والافئدة اللينة ظلم الحكام وذاقوا وبال القهر والحرمان من جبروت الفساد وضلال المفسدين الذين لا يتقون الله ولا يخافون يوم يفر المرء من أخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه. لقد اعمى الفساد بصر وبصيرة الحكومات واداروا ظهورهم لتعاليم الاسلام ومصالح الامه وتحولوا الى وحوش مفترسه لا ترضى بغيرها بديل ولا تسمح لشعوبها حتى بتعبير عن معاناتها عبر المسيرات السلمي للمطالبة بشيء من حقوقها المشروعة وثرواتها المنهوبة . هاهم اليوم في كل بلاد العرب يدمرونها بالاسلحة التي اقتطعوا قيمتها من لقمة عيش الامه بل احرموا الامه من كثير من حقوقها بشراء تلك الاسلحة وحملوا الشعوب أعباء ديون تلك الاسلحة التي لم تستخدمها حكوماتنا المحترمة من اجل تحرير فلسطين بل من اجل تدمير سوريا والعراق واليمن ولبنان والحبل على الجرار.