لم يضع لقاء القيادات الجنوبية الذي عقد في القاهرة مؤخراً أي اعتبارات لنضال وتضحيات طويلة و عريضة في كل محافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قدمها أبناء الجنوب خلال السنوات الماضية . و لو وضعوا أمامهم كوكبة الشهداء و قلة من الجرحى و المعاقين الذين سقطوا من أجل تقرير المصير سلمياً , ومن أجل قيام دولتهم التي فقدوها خلال عشرون عاماً مع نظام ظالم مستبد سلب حرياتهم و سرق ثرواتهم و همش كوادرهم و أهدر معنوياتهم و نهب أراضيهم و تعمد إلى طمس هويتهم و أفرغ جميع الاتفاقيات من محتواها , اجل لقد خيب هذا اللقاء أمال وتطلعات و طموحات شعب الجنوب على كافة شرائحه وفئاته في الداخل والخارج .
أن الشعب الجنوبي كان يتطلع الى لقاء القيادات في القاهرة بأن يخرج بقرارات قوية و مشاريع إنقاذ الجنوب و شعبه و أن يعيد أليهم كرامتهم و حقوقهم و أرضهم المسلوبة منهم قهرا و قسرا خلال العشرون العام الماضية العجاف من المعاناة و القتل و التشريد و الاعتقال والتهميش و الإذلال .
أن محاولة الشروع في إقرار حوارات حول الفدرالية من أقاليم معتمدين على أن هذه الطريق سوف تؤدي إلى إصلاحات أو تقييم للأخطاء تاركين وراء ظهورهم أهمية القضية الجنوبية هذا لن يفيد و سيقود إلى أخطاء جديدة أكبر و أعمق من أخطاء الوحدة التي قامت على اتخاذ حسابات خاطئة أدت إلى ما ألت إليه اليوم الأمور.
و أذا كانت هذه القيادات قد اعتمدت طريق الفدرالية بحكم أنها قد حققت مكتسبات الشعوب في أوروبا و الخليج نقول لهم أولا عليكم بأن تضعوا نصب أعينكم مقومات و مكونات هذه الشعوب الاقتصادية و السياسية و الثقافية و الأمنية فإذا وجدتموها هنا في اليمن بالإمكان تطبيقها والعمل على تحقيقها و أن كان العكس فلا داعي أن تدخل في ضياع حقوقنا و قضيتنا المصيرية و أن تقعوا في الفخ مرة أخرى و حتى وأن تغير النظام برحيل صالح .
أننا في الداخل نقول لكم عليكم مراجعة حساباتكم الدقيقة الحاضرة و السابقة و لا تنفذوا مشاريع خارجية مقابل مصالح وهمية لا علاقة لها بأرض الواقع السياسي و الاجتماعي و الثقافي و العسكري و التي لا تخدم مصالح شعبكم في الجنوب المسلوب . و لا فدرالية بدون قيام الدولة الجنوبية على كامل التراب الجنوبي . من مناضلين الجبهة القومية في ثورة 14 أكتوبر