الشعب اليمني الواحد قبل اكثر من عشرين عام شعب مختلف تماما عن الشعب اليمني اليوم بعد ارتداد الوحدة الى الوحله والجمهورية الى الامامه وبعد ان عادت الشرعيه الى احضان "الفلول وبقايا النظام السابق" في محاوله جديدة لهزيمة "الانقلاب" الذي لايبدو انه سينهزم قريبا..وفي اليمن كل شيء يمكن ان يحدث مهما تراجعت التوقعات وصعدت وهبطت المؤشرات.اليمن هي الدوله الوحيدة في العالم التي مازال شعبها يؤمن بالأساطير والخرافات غير انها مازالت تؤمن ايضا بعهد وحبل السماء منذ انتصر اليمنيين لسيد الثقلين وخاتم الانبياء وأعزوا الاسلام بقلوبهم وسيوفهم التي قهرت كل الاعراق المعاديه لدين "الهاشمي القرشي" وفتحوا العراق والشام ومصر والأندلس قبل ان ينحسر العرب والمسلمون وقبل ان يعود اليمنيون الى جاهليتهم المعاصره وقبل ان يجلبوا الكهنوت والكهانه والكهان وينصبوا الشيخ والقبيلي والعصبويين والمناطقيين والسلاليين ويمارسوا الشموليه ويمتهنوا الاشتراكية والشيوعيه وبعد ان انسلخوا من قوميتهم وعروبتهم ووحدويتهم وقبل ان يتوعدوا بعضهم بعضا ويحقد عيبان على شمسان ويغزوا الشمال الجنوب ويثأر الجنوب من الشمال وقبل ان تنتصر الشرعيه بات "فرقاء اليمن" يوشكوا ان يؤسسوا لمرحله من الصراع المدمر والذي لن يستثني احدا إلا اذا أدرك اليمنيون ان الحل لايمكن ان يأتي يومآ من الخارج! شيء لايصدق ان يكون مصير اليمن بيد جماعه "سلاليه" تجتر التاريخ بمنطق"الأستقواء"بالخارج ولغة العنف الى الوراء الف عام'كما وانه ليس من المعقول ان يحكم اليمن عسكري قبلي مهما غالى المهووسون بثقافة الحاكم الفرد في التغني بدهائه الذي رقص على رؤوس الثعابين على حساب بؤس وفقر وجهل ومرض ومعاناة اليمنيين..ولايعقل انه حكم اليمن طيلة اكثر من ثلاثون عام ليبني جيش عائلي وأجهزه امنيه خاصة مارست القمع والاضطهاد لحمايته من المساءلة القانونيه وهو يتنقل في تحالفاته التي تخلص فيها من كل خصومه وأعدائه الواحد تلو الآخر الى ان قضى نحبه على يد آخر حلفائه والذين بأسمهم تستمر الحرب في اليمن اوكما يحلوا لهم العدوان على اليمن.. ومن غير المنطقي ان يستمر الوضع الكارثي الذي شارك في صناعته "حزب الصفقة بعد ان نجح في عمليه التسلق على ظهر "ثوره التغيير" في فبراير وأبرم اسوأ اتفاق تسويه سياسيه يمنيه على حساب الشعب بعد ان حكم عمليا لأكثر من ثلاث سنوات استحوذ فيها على المال العام وأنفرد بالقرار السياسي قبل ان تهرب قياداته عندما سقطت الجمهوريه التي تركها لوحدها تواجه مصيرها ولم يطلق رصاصه واحده دفاعا عنها في وجه أمامه الدوله الجديدة..وهاهو ذاته الحزب الذي هزم الشعب بسياساته لقاء بقائه يعيد التموضع ويحمل لواء الشرعيه منذ ثلاث سنوات متماهيا مع كل المتغيرات والظروف السياسيه الاقليمية في سبيل البقاء ولو على انقاض جماجم اكثر من سته وعشرين مليون يمني في سبيل النصر الذي يستحق فناء اليمنيين على لسان أحد اكبر شيوخه! والشعب اليمني مازال يقضي نحبه مع وجوب الأشاره الى التعديلات التي طرأت على الخطه المعدله للحرب وبعد اعاده انتاج "المخلفات"والحاقها بركب جحافل جيوش معركه "فتح صنعاء"' ستبدوا الحقيقة صادمه أكثر ان أستدرك اليمنيين ان اليمن بقضها وقضيضها لاتعدو على ان تكون في احسن الاحوال ليست إلا "حديقه خلفيه" او بمعنى اكثر وضوحا "مكبا لنفايات فضلات الذهب الاسود" وبعض الفتات الذي يحترب من اجله اليمنيون..وهكذا منطق لايعني البته انه دفاعا عن الجماعه الحوثيه التي تؤسس لحكم اليمن على خطئ الخميني المصدره للثورة الاسلامية وولاية الفقيه اطلاقا لانعني ذلك والحوثيين يدركون ذلك جيدا ويدركون اكثر ماعليهم انجازه وفعله من تفاصيل"خطه الاستنزاف" الراميه الى اضعاف"مخزون القوه البشري لليمن" الاقوى كما ونوعا في شبه الجزيرة! وان كان من خاسر حقيقي في هذه الحرب قطعا ولاشك انه الشعب اليمني الذي دفع ثمن فاتورة نظام سياسي فاسد لثلاثة عقود ودفع ثمن فساد حزب راديكالي سيئ الصيت والسمعة غايته السلطة كما وسيدفع الثمن اضعافا مضاعفه قبل ان يقضي نحبه كما قضى الشعب السوري نحبه..!