إذا أردتم أن ينهض الجنوب من تحت الرماد ويسوده الأمن والتعايش فاجعلوا مصلحة الوطن أكبر من المناطق والأحزاب والأشخاص والكهنوت ، احترموا أراء الجميع مهما اختلفت معكم ، لا تكن لغتكم التخوين وتصبح التهم أسلحتكم المدمرة . أعطوا كل شخص حجمه الطبيعي والمكانة التي يستحقها لا تمجدوا الأشخاص وتجعلوا من بعضكم هالة قدسية. أعيدوا للمرأة مكانتها الطبيعية فلا يقام الجسد إلا بعموده الفقري ولا يستقيم مجتمع إلا بمشاركة المرأة احترموا الاختلاف والتنوع وابتعدوا عن الأحادية وحاربوا أمية ثقافة الاختلاف ترفعوا عن المشاريع الضيقة والمصالح الشخصية ، أجعلوا الوطن حضن أمهاتكم وسماء أحلامكم. أجعلوا عقلية القبيلة والموروث الديني خلف ظهوركم ، تحلوا بروح المدنية والقوانين العادلة. تسلحوا بالأقلام واغرسوا في نفوس أولادكم حب جميع البشرية والكائنات الحية لأن كل مخلوق بهذا الوجود لديه روح ، ولا يحق لأحد التعدي عليه أو مصادرة أكسجين الحريات. انفتحوا على العالم فكرياً وثقافياً وترفعوا عن لغة التعالي وحب الشهوات. أجعلوا لغة السلام هي لغتكم كي تسلم حياتكم ومجتمعاتكم. أخيراً: صوبوا بنادقكم إلى الأعداء الذين يريدون تدميركم وتعطيل عقول أجيالكم وإسقاط مجتمعاتكم في جب الجهل وغوط الباطل. ختاماً: لا تطلقوا النار على أقدامكم وتخربوا بيوتكم بأيديكم ، ثم تحملوا فشلكم وجهلكم الآخرين ، وقد يقول لسان حالكم نحن نتعرض لمؤامرة صهيونية ولا أحد متصهين أكثر من أنفسكم الأمارة بالسوء!!