قد يبدو العنوان غريبا وغامضا, ولكن فضائية بحجم قناة الجزيرة تحتم عليك أن تقول ذالك, تلك القناة التي استطاعت أن تحصل سنة 2005 على خامس شعار على مستوى العالم في قائمة الشعارات المعروفة لدى الرجل العادي, وذالك بفضل المهنية العالية التي تتمتع بها الجزيرة, وجعلها تمثل المصدر الأول والاهم للمشاهد على مستوى الأخبار والمعلومات..
وتجاه كل هذه النجاح الذي حققته الجزيرة, فقد أنشئت قوى كبرى, قنوات إخبارية ناطقة بالعربية' في محاولة منها لاحتلال مكان الجزيرة لجذب عقلية ونظر المشاهد العربي, ومع ذالك وبحسب إحصائيات لعدد المشاهدين لأكثر فضائية حول العالم فقد حققت الجزيرة نجاحا باهرا, فبلغ عدد مشاهديها في الوطن العربي فقط, حوالي 50 مليون مشاهد, وردا على تلك القنوات فقد أنشئت شبكة الجزيرة قناة إخبارية ناطقة بالانجليزية التي هي الأخرى حققت نجاحا منقطع النظير.
هذا حال الجزيرة في السنوات الماضية, وحاليا ومع اندلاع ربيع الثورات العربية, اتهمتها كل الأنظمة العربية, بان الجزيرة تسعى لإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد, وكل ذالك الاتهام المجحف لم يأتي ضد الجزيرة إلا لكونها' استطاعت أن تكشف للمشاهد العربي حقائق وفضائح وفساد تلك الأنظمة, بعد أن بقي ذالك المشاهد لسنوات طويلة أسيرا ومعتمدا على الإعلام الرسمي الذي يأتي له بأخبار ومعلومات مضلله, تمجد القائد وتمتدح سياسياته الغوغائية. لكن الجزيرة جاءت وكسرت هذا الاحتكار والتضليل, لتجعل المشاهد العربي أمام حقيقة وواقع تلك الأنظمة..
ومن هنا نستطيع نقول أن الجزيرة استطاعت أن تمثل وتشكل عقلية المشاهد العربي وتلبي رغبته وحاجته' من خلال برامجها المختلفة, مثلا من يشاهد حوار مفتوح يعتقد أن الجزيرة شيعية, ومن يشاهد الشريعة والحياة يعتقد أنها سنية, ومن يشاهد الاتجاه المعاكس يعتقد أنها قومية عربية, ومن يشاهد بلا حدود يعتقد أنها أخوانيه, ومن يشاهد مع هيكل يعتقد أنها ناصرية, ومن يشاهد أكثر من رأي الذي توقف مؤخرا يعتقد أنها ليبرالية.. وبهذه المميزات أثبتت الجزيرة علوا كعبها ومكانتها في وجدان وعقل المواطن العربي, بعد أن أصبحت تمثل منبر حرا له, والمرآة التي من خلالها يشاهد العالم المعاناة التي تمارس في حقه.
وبصفتي كشاب عربي فخور بعروبتي نود نشكر د.فيصل القاسم, وبرنامجه الشهير" الاتجاه المعاكس" ذالك البرنامج الذي اثأر مشاعر وحماس كل الشباب العربي ودفعة لتخلص من الخوف والجبن,, والثار ضد الأصنام العربية.
واختم بقولي أن حديثا عن قناة بحجم الجزيرة يتطلب متسعا من الوقت, وأقول لمن أراد معرفة ماضي وتاريخ أمته علية بمتابعة قناة الجزيرة الوثائقية, ولمن أراد بالتحليل والتعمق معرفة الأوضاع الراهنة التي تعصف بالعالم, أن يتابع برامج قناة الجزيرة التحليلية ونشراتها الإخبارية باستضافتها المع وابرز المحللين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين, ولهذا السببين أقول آن قناة الجزيرة ألهتني وأخذت من وقتي الكثير لمشاهدة ما يبث عبر شاشتها الفضية, ولكنها أغنتني جدا بالإخبار وأشبعت ذاكرتي بالثقافة والمعلومات والمعرفة عن هذا العالم, وكمواطن عربي اشعر بالفخر أن تكون قناة بحجم الجزيرة, قناة عربية المنبع والانتماء والهوية, فكل الشكر والتحية لكل المذيعين والقائمين على أدارة شبكة قنوات الجزيرة.