ظهرت العشرات من القنوات الفضائية الاخبارية أو الأجنبية بقسمها العربي تقدم الأخبار السياسية على مدار الساعة وتتسابق على نقل الأحداث السياسية عبر طاقم كبير من المراسلين في كل الدول، حتى إن بعض هذه القنوات العربية تفوقت على كبرى المحطات العالمية في السبق الخبري وأصبح لها حضور إعلامي عالمي كبير كالجزيرة مثلاً ، لكن المهم هنا الحيادية والموضوعية في التناول الخبري والتحليلي الإعلامي لهذه القنوات وخاصة تغطياتها السياسية العربية لثورات الربيع العربي ومن هنا نطرح سؤالاً استطلاعياً حول حيادية وموضوعية ومهنية هذه القنوات فيما قدمته من تغطيات سياسية، فهناك من يعتبر الحيادية الإعلامية كذبة كبرى وهناك من يعتبر القناة التي تناسب تغطيتها توجهه هي عين الموضوعية والحياد.. حول هذا الموضوع.. استطلعنا آراء بعض الشباب حول أداء القنوات الإخبارية العربية وماهي القنوات التي يرون أنها الأقرب إلى الحيادية والموضوعية. الشاعر زياد القحم: معركة إقناع المشاهد النموذجي بنموذجية القناة، صعبة وطويلة ظهور هذه القنوات بصورة مجملة عامل مهم ومحوري في كسر احتكار السلطات والوكالات المتسلطة للمادة الخبرية، ونتيجة لذلك أصبح الخبر متاحاً أكثر من ذي قبل، ورافقته الصورة، لتتجاوز بتعبيريتها حين تصاحب الخبر مرحلة الإذاعات المسموعة، ولأن الخبر يحرك المشهد فقد تحكمت هذه القنوات في تسيير وتوجيه المشهد العربي بنسبة معينة، والتعبير بالنسبية ينزاح أيضاً إلى مسألة الحيادية، أعتقد أن القنوات المشار إليها في السؤال حيادية بنسبة معينة، تختلف من قناة إلى أخرى، القنوات الكبيرة تحديداً، تتمتع بقدر من الحيادية، لأن هذا هو المنطق، حتى في حالة كونها مروّجة لفكر معين، أو معلّمة لتوجه ما، فهي تضطر لتغطية ذلك بقدر من الحيادية، حتى يبدو عملها قريباً إلى حد ما من المهنية الإعلامية، وعلى ذلك يختلف تقييم المتابعين لهذه القنوات، فيرى كل فريق أن القناة القريبة من توجهه هي أكثر مهنية. لكن معركة إقناع المشاهد النموذجي بنموذجية القناة، صعبة وطويلة، لا تستطيع أي قناة دخول هذه المعركة إلا في حال كونها قناة متمكنة ومؤسسية، وأحياناً بعيدة عن المشهد إدارة وجغرافية، وقريبة منه بشكل كبير حضوراً وتغطية، ولذلك تمكنت مؤسسة ك«B B C» أن تقنع أعداداً كبيرة من متابعيها المستقلين بأنها أقرب إلى الحياد، ولها في ذلك قدر من الحق، رغم أن الحياد مثالية حرجة لا يستطيع أحد ان يتمثلها تماماً، ولكن الأقرب إليها أحق بأن يدعيها. الدكتور عبدالرحمن الجابري: لا يوجد منبر إعلامي ذو مصداقية محايدة أبداً.. أما بخصوص القنوات الفضائية فحدث ولا حرج فاللأسف لا يوجد منبر إعلامي ذو مصداقية محايدة أبداً وبالأخص القنوات الاخبارية الأقرب تعتبر قناة الجزيرة نوعاً ما.. أما بقية القنوات الاخبارية فنسخ ولصق وقيل وقال وتابعة لتابع أو اتباع وكر وتكرار وفتات وفتن وتشهير وتشويه واخلال واحلال وانحلال وربك وارتباك وارباك وخسارة وخسران ووووووو والكثير عندي ما أريد وجع رأس. فضل النهاري: أميل إلى الإعلام الفضائي المبني على أسس ومبادئ لا تخل بالقيم الإنسانية من الصعب العثور على إعلام مهني ومحايد، ربما لأن إمكانية تنفيذ مثل هذا المشروع الإعلامي مادياً غير متوفرة، كما ان اختلاف الجهات الراعية للقنوات والداعمة لها يلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في شكل ونوع التغطية التي تقدمها وعناصر التركيز والاهتمام، برأيي الشخصي فأنا أميل إلى الإعلام الفضائي المبني على أسس ومبادئ لا تخل بالقيم الإنسانية والاجتماعية ولا تمس القضايا المصيرية ويعمل على تبنيها، والإعلام المعاصر لم يعد مجرد ناقل خبري بل أصبح يحلل ما يدور هنا وهناك، ومناقشته لما يدور يجب أن لا ينسحب بعيداً عن جوهر القضايا الإنسانية والمصيرية والاجتماعية للمجتمعات المستهدفة بل عليه أن يخدمها قطعاً. حالياً تشدني التغطية الإخبارية لقنوات «روسيا اليوم» و«الميادين» و«العالم». الدكتور هلال نعمان: ال«B B C» تكاد تكون الأقرب إلى الحياد والمهنية على كل الأحوال الإناء ينضح بما فيه هناك قنوات تتبع دولاً وأخرى منظمات وأقلها أفراد لكن ظهورها بكثرة مع ما يسمى الربيع العربي جاءت على قاعدة زيادة الطلب والحاجة وكل لها غايتها المنشودة. أيضاً تم غربلة بعضها والتي كانت في الماضي في نطاق الحياد كما يزعمون فمثلاً «الجزيرة» إخوانية بحتة و«العربية» ضد الإخوان. أما بالنسبة ال«B B C» فتكاد تكون الأقرب إلى الحياد والمهنية. أكرم الراسني: توجهات إعلامية تسعى إلى تجريد الأفراد من هويتهم وانتماءاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم لا أحد يستطيع أن ينكر قوة التأثير للإعلام في الوقت الذي تتساقط فيه الكثير من الأنظمة الفاسدة فظهرت وسائل الإعلام المتنوعة والقنوات الفضائية لتغطية مثل هذه الأحداث.. بعضها تؤدي عملها بشكل مهني وناقل للحدث وأخرى تدافع وأخرى تحرّض وأخرى متعصبة طائفياً ووسط هذا الخليط بكل تعدديته وتنوعه الإعلامي، ما بين قومي وحكومي وحزبي وخاص برزت بعض القنوات العربية وأخرى أجنبية والتزمت في حيادها والسماح للرأي والرأي الآخر في تصحيح وجهات النظر أو إبداء ما عنده.. لكن بالمقابل سرعان ما ظهرت قنوات أسقطت الحياد واستبدلته بالانحياز خصوصاً بعد سقوط الأنظمة الفاسدة والتي تخدم مصالح ومطامع خارجية.. تعتمد على الخداع والتزييف والإيهام، وقد تنشر الأخبار والمعلومات الكاذبة، أو التي تثير غريزة الحقد، وأسباب الصراع، فتحط من مستوى الناس، وتثير بينهم عوامل التفرق والتفكك لخدمة أعداء الأمة، فهناك ضغوط وتوجهات إعلامية تسعى إلى تجريد الأفراد من هويتهم وانتماءاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم الدينية والذاتية.. على سبيل المثال: قناة ومنبر «الجزيرة» وقنوات أخرى من وجهة نظري تميزت بحرفيتها العالية وبصورة لافتة في نقل الحدث وإعطاء الفرصة للرأي والرأي الآخر فتألقت في السماء والأرض بصورها ومراسليها وتقاريرها وتغطيتها المتواصلة لثورات الربيع العربي أو لواحدة من حروب الإبادة الصهيونية للفلسطينيين في غزة. طارق فؤاد البنا: أعتقد أن أفضل القنوات التي تغطي الأحداث بمهنية وحيادية مثل «الجزيرة» وال«B B C» بالنسبة للقنوات التي تغطي الأخبار العربية، فأنا أرى أن موجات الربيع العربي كشفت القناع عن بعض القنوات، لتظهرها على حقيقتها، وتميط (اللثام) عن وجهها، وتكشف الجانب (المظلم) والسيئ الذي تلعبه وسائل الإعلام في (توجيه) الرأي العام وتأليبه ضد طرفٍ ما، وفي ذات الوقت هناك قنوات التزمت بالمنهجية والحيادية ونقلت صورة واقعية للمتابع عن ما يجري، مما أكسب هذه القنوات شعبية إلى شعبيتها، وجعل رقعة اتساعها تتسع. واعتقد أن أفضل القنوات التي تغطي الأحداث بمهنية وحيادية، وتنقل صورة واقعية لمتابعيها هي قنوات عديدة مثل «الجزيرة»، و ال«B B C» إضافة إلى غيرهما من القنوات ..ولكن تميز هاتين القناتين جعلهما في صدارة المتابعة من المشاهد والمتابع العربي. د. فؤاد الشميري: هناك قنوات تصنع الأخبار صناعة لا نقلاً بما يتناسب مع مصلحة الأنظمة حسب رأيي القنوات الإخبارية ليس هناك قناة إخبارية تتميز بالحيادية التامة ولكن نستطيع أن نصنف القنوات الإخبارية إلى: 1 - قنوات لا حيادية لها ولا مصداقية.. تكذب وتضلل وتصنع الأخبار صناعة لا نقلاً بما يتناسب مع مصلحة الأنظمة التي تتبعها مثل تلك القنوات التي تتبع الأنظمة الفاسدة. 2 - قنوات لا حيادية قليلة المصداقية تنهج سياسة الكيل بمكيالين تقف مع الحق تارة ومع الباطل تارة أخرى مثل قناة «العالم» التي ربما وقفت مع مطالبة بعض الشعوب بالحرية والتغيير في بعض البلدان وكانت تظهر بعض الحقائق بينما لجأت إلى الكذب والتضليل والتعتيم على الحقائق في سوريا بل وأظهرت انحيازها الواضح لبشار. 3 - قنوات تتميز ببعض الحيادية والمصداقية فلا تكذب عياناً ولكن قد تخفي بعض الحقائق وتعتم عليها أحياناً ويبدو عليها أيضاً أنها تخضع لضغوطات غربية فمثلاً لا تجرؤ قناة «العربية» على قول العدوان الإسرائيلي بل تقول العملية العسكرية الإسرائيلية ولا تسمي شهداء غزة شهداء بل ضحايا ولا تقول الاحتلال الأمريكي بل قوات التحالف ومثلها ال«B B C» و«الفرنسية 24». 4 - قنوات أقرب إلى المصداقية والحيادية النسبية مثل قناة «الجزيرة» التي تنقل الأخبار والأحداث لكل الأطراف بنسب متقاربة من المصداقية والحيادية كما أنها تجرؤ على وصف القوات الأمريكية بقوات الاحتلال وتصف حماس بالمقاومة وإسرائيل بالعدوان الإسرائيلي، كما أن لها برامج رائعة مثل «الاتجاه المعاكس» و«الرأي و الرأي الآخر» وغيرها التي لها دور إيجابي في إظهار المزيد من الحقائق فهي في نظري القناة الأقرب للمصداقية والحيادية النسبية وليس المطلقة. نوح الوافي: الحيادية في الفضاء الإعلامي بكل مسمياته منعدمة بدرجة تصل إلى 75 % طبعاً هناك تباين كبير في مدى حيادية كل القنوات الإخبارية بين كل القنوات وهذا التباين يتوقف على الآتي:- 1 مدراء مكاتب مراسلي هذه القنوات وتوجهاتهم السياسية والايديولوجية والاجتماعية ومدى احترامهم والتزامهم بمهنية وحيادية نقل الخبر وصياغته دون أن يصبغ الخبر بصبغة توجههم أياً كان وهؤلاء نادرون جداً. 2 توجهات (المذكورة آنفاً) مُلاك القنوات أو المشرفون عليها وتأثيرهم على صياغة الخبر وعلى العاملين من خلال فرض سياسة إعلامية موجهة بشكل ما قد يفقد أو ينحرف بالقناة وما تبثه من أخبار عن مسار الحيادية الكاملة وفي اتجاه معين على سبيل المثال «العربية» ، «العالم»، «روسيا اليوم»، «فرانس 24»، «الحرة»، «سي إن إن»، «فوكس نيوز»، «آي بي سي نيوز»، «الإخبارية»، «سي بي سي»، «أون تي في»، «سهيل» ، «اليمن اليوم»، «المسيرة»، «ساحات»، «اليسارية»، «المنار»، «اسكاي نيوز» «مصر 25»، «الحوار»، «المحور»، «المستقبل» «نيوزا»، «الحافظ»، «الناس» ناهيك عن القنوات الحكومية. 3 التوجهات (المذكورة آنفاً) لرؤساء تحرير الأخبار ومحرري الأخبار في هذه القنوات. 4 الظروف العامة، سياسية، اجتماعية للدولة أو المكان الذي يحدث فيه الحدث وينقل مراسلو هذه القنوات خبر الحدث منها والتي تفرض على المراسلين مما تؤدي بانحراف الخبر عن حياديته ولكن ربما بالإكراه. 5 المزاج العالمي(المجتمع الدولي) وبعض قوانينه الساذجة التي قد تجبر بعض القنوات إلى ترك جزء من حيادية نشر الخبر كما حدث مع الجزيرة عندما نقلت كلاً من حرب غزة ولبنان 2010م وبعض أحداث بلاد القوقاز وأفغانستان وأحداث احتلال العراق. 6 فقدان الشجاعة الصحفية والأدبية لدى بعض مراسلي ومعدي ومحرري هذه القنوات مما يؤثر سلباً على حيادية الخبر. وفي الأخير استطيع أن أقول جازماً إن الحيادية في الفضاء الإعلامي بكل مسمياته منعدمة بدرجة تصل إلى 75.5 % وإلى 24.5 % موجود بما يظهر أنه حيادية كما في الجزيرة وال«B B C» عربي أحياناً بل قل نادراً. فمتى سنشعر أو سنجد الإعلام المحايد الحقيقي والمهني والجاد؟ربما في الدار الآخرة إن صح التمني والتعبير. نذير الصبري: القنوات الإخبارية تعمل على إدارة التحليل السياسي بكوادر نسائية الأداء بشكل عام يختلف باختلاف الخبر المتناول من قبل هذه القنوات، فهناك سياسة تدار من خلف الكواليس لمدى معين في الطرح والتناول ومحاولة إظهار شيء من المهنية بمقابل ذلك، أن القنوات بمختلف توجهاتها لا تختلف كثيراً في عمليات التنويع في إبراز وتناول الأحداث كسلعة لجلب أكبر عدد من المشاهدين وربما الملاحظ أن القنوات الإخبارية تعمل على إدارة التحليل السياسي بكوادر نسائية لأنها ربما قادرة على كسب المشاهد العربي، أرى أن قنواتنا في إطار ثلاثي ليس أكثر «B B C» و«العربية» و«الجزيرة». المحامي الشاعر عادل دبوان: لا أستطيع أن أجزم أن هناك إعلاماً محايداً معيار الحيادية في تناول أي قناة أو تغطيتها للخبر السياسي أو الخبر أياً كان شكله برأيي أن تحرص على تناوله من كل جوانبه وأن لا تقتصر تغطيته للحدث على أخذ رأي طرف واحد من الأطراف المسببة للحدث فنجد بعض القنوات عندما تغطي خبراً تحرص على إظهار رأي طرف واحد ما في الخبر وتتجاهل الآخر وهذا بالطبع يفضح عدم حياديتها وبعض القنوات تحاول أن تتقمص الحيادية فتظهر جميع الأطراف المعنية بالحدث لكنها تعطي طرف مساحة حضور أكثر وتحاول فيما بعد تناول الخبر من خلال التحليل السياسي للخبر أن تغلب الرأي الذي يخدم سياستها وتوجهها. عموماً لا أستطيع أن أجزم أن هناك إعلاماً محايداً وموضوعياً مائة بالمائة برأيي ال«B B C» ربما الأقرب للحيادية و«الجزيرة».