إلى متى نستمر معكم في مصادرة حريتنا، بعد ان ظللنا على أمل أن يفارقنا ظلمكم، وتراجع شعور انتماءنا لوحدتكم الزائفة وبعقليتكم القبلية العسكرية الاستبدادية الفاسدة. هل شعرتم ما الذي حدث لنا بعد حرب صيف 1994م، وكيف فقدنا أشياء يوم بعد يوم أرضا وإنسانا، وحلت بنا المعاناة بصنوف من القمع والقهر والتمييز، حتى في طمس عناوين وأسماء مدارسنا.
كم كنا نذكركم بمطالب مساواتنا، وبحياة آمنة، ومع ذلك انتظرنا وقتا دون تحريك شيء، لكن ظل تعاملكم جاثما بصمت مخز.
من سنوات واليوم يخوض الجنوبيون بغالبيتهم الساحقة نضالهم السلمي بفك الارتباط معكم، ولا يحلوا الكلام عن وحدة مسمى، بعد ان أفشلت وتم فرضها بقوة السلاح، بفعل تصرفاتكم وتأييدكم لها، مع إنكم فهمتم حقائق واقعنا على الأرض.. لكن نشوة نصركم المشئوم في 7/7 جلبتم لنا مفردات مقيتة لا نرضاها، أبعدتنا عن ارث ثقافتنا ومدنيتنا.
واقعنا لا يقبلكم نتيجة ممارستكم المحصورة بلون أحمر، حتى بساحات التغيير، لا يمكننا ان نرضى بشراكتكم بعد ان أجزتم تكفيرنا وقتلنا وإستباحة أرضنا، ولا نريد مقاسمتكم مرة أخرى بالمصير المشترك، لأنكم تتحدثون عن انتهاء قضيتنا بأنها من صنيعة النظام، ومع ذلك تفاعلنا مع ثورتكم في إسقاط النظام، حتى خطابكم حمل نبرة إقصاء وتشويش متعمد.
لكن نقول.. لكم تغييركم، ولنا قضيتنا العادلة في رسم طريقنا وتحديد مصيرنا بدماء شهداءنا الذين أحيوها وأوجدوها لكي تنتصر بعدالة السماء.
لماذا لا تسألون أنفسكم مايحدث في أبين قلب الجنوب، لأنكم شركاء تدركون السيناريوهات وتبادل الأدوار لتصب في مصلحتكم، وفي نقل قواتكم وأفراد مسلحيكم "القاعدية" لضربنا بأسم الإرهاب المزعوم، بهدف تغير مسار مطلبنا في تقرير المصير .
يجب ان تفهموا إننا نعيش في صحوة الحرية لنبذ عبوديتكم، بعيدا عن شعاراتكم الدينية والقومية الزائفة في مصائدكم.
أخيرا.. ثقوا أن عالمنا العربي اكتسب منا الإعجاب بنضالنا السلمي، لأننا السباقون في السير إلى فجر جديد ننتظره في الأفق القريب، حاملين ديمومة الخلود من أجل الحرية وتقرير المصير.. هذه رسالتنا لكم.