في ذات يوم صيفي ساخن جمعني لقاء خاص ومطول مع القائد العام لتحالف العربي بالمحافظات الشرقية كان شابا دمث الاخلاق مستمع جيد ومتفهم وحسن الاطلاع وصاحب ذاكره ثاقبه . تناول اللقاء العديد من المواضيع والأطروحات والآراء والأفكار والمقترحات لتعزيز السلم المجتمعي وتمتين العلاقة بين الحراك الجنوبي والتحالف بشكل عام ودوله الإمارات بشكل خاص بما يصب في مصلحة الرؤية الرئيسية لتحالف العربي حيث كانت دوله الإمارات تحظى بحاله شعبية مرضية جنوبا نظير ما قامت به وما قدمته من تضحيات بالمال والدم لنصره الشرعية ودحر الانقلاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية المحررة .
وفي متغيرات دراماتيكية عاجلة عصفت بحاله من الخلاف في المناطق المحررة بين الإمارات العربية المتحدة ومؤسسه الرئاسة حتى أصبح الأمر شاهد للعيان ومن الصعب اخفائه او نكرانه ربما لسواء تفاهمات وقصور في التواصل وتغذيه ذلك من قبل إطراف متعددة لأهداف سياسية بحته .
لم أكن اتوقع قطعا وبتاتا ان يتم استغلال هذا الخلاف من قبل اطراف جنوبية فاقده لمصالح شخصية نزقه لتوتير تلك العلاقة وتصوير الامر للإخوة الإماراتيين ان مكون سيتم تشكيله جنوبا سيتصدى لأي قرارات تضر بمصالح الامارات في الجنوب والتأكيد المدلس ان هذا الانتقالي جامع لكل الطيف الجنوبي.
عندها ادركت خطورة المشهد والفشل الذريع في الاستمرار بهكذا عقلية تقصي الاخر الجنوبي وتخونه وتقود الحملات الاعلامية والتضليلية وتشعل حاله من الكراهية لكل من ينتقد او يعارض او يريد ان يطرح اسئلة تحتاج الى اجوبة شافية وتصوير ان كل معارض للانتقالي معارض وضد الامارات وكارها لها .
ومع الوقت بدئت مكونات الحراك الجنوبي وفي مقدمتها المجلس الاعلى للحراك الثوري كقوه سياسية واجتماعية ووطنية فاعلة ومؤثره وصاحبة تاريخ نضالي مجيد تشعر بحاله من الغبط والتذمر من الاستمرار في دعم لمشروع لن يطول اصحابه من شعاراته شيئا بل سيقط داعميه شعبيا وطنيا وهذا لم نكن نتمناه او نريده لإخوة شركاء في الدم والمصير وكانت حالية من الغليان والضجر الشعبي والاصوات الخافتة ترتفع رويدا رويدا وكان الاخر اي الانتقالي يصور ان كل معارض هو اخواني عميل ولكن اقولها بكل صدق ومن شخص محب الامر ليس كذلك ليس كذلك اطلاقا
كنا ننتظر منهم مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الاخ الرئيس ودولة الامارات ولكن هذا لم يحدث وقام الاخرين المفترض ان يكونوا اعداء بوجه نظر الانتقالي يهذا العمل الانساني والاخلاقي والوطني القومي
كنا ننتظر مبادرة رسمية من قبل الانتقالي لتقريب وجهات النظر بينهم وبين المجلس الاعلى وبقيه فصائل الحراك والمقاومة الجنوبية لوقف حملات التشوية التخوين المفبركة والمفضوحة وحتى لا نعتقد ان الامارات داعمه لذلك ولكن هذا لم يحدث .
نكزه للأخوة في الانتقالي مكونات الحراك وفي مقدمتها المجلس الاعلى والمقاومة الجنوبية في اطار عمل وطني جنوبي عظيم وكبير سيتجاوزكم فلا تظنوا انكم استطعتم ان تقصوا الاخر المتمكن والضليع بخفايا وتعقيدات المشهد جنوبا
انا ما زلت معول وكلي ثقه بأن تصوب وتصحح هذه العلاقة بأمثال ذلك القائد الشاب الذي التقيته ذات يوم صيفي ساخن