الفقيد المناضل فرحان علي حسن شخصية من (طراز استثنائي) تتعثر الكلمات أمام حضوره الطاغي اللافت المبهر الشاهق أنه الطود الشامخ الأبي الباسق رجل تفانى بحب ووله وإخلاص في خدمة قضايا ومعاناة وحقوق الفنانين والمبدعين وظل جل عمرة المهني مناضلاً مكافحاً صلباً جسوراً من أجل رفعة وعلو وسمو مكانة الفن والمبدعين معنوياً وأدبيا وإنسانياً. كان الفقيد (العميد) فرحان صديقاً وشقيقاً لكل المبدعين من مختلف الفئات والشرائح وأستطاع أن يخلق جسوراً من الألفة والمحبة والتواصل والزمالة في الاوساط الفنية والإبداعية ليصبح إتحاد الفنانين بفضل جهودة الحثيثة المخلصة الحضن الدافئ والملاذ الأمين والحصن المنيع للارتقاء بالشأن الفني والإبداعي الذي شهد في عهده وتحت مظلة رئاسته أزهى وأنصع وأبهى مراحلة المهنية والحقوقية. والحقيقة نجح الأستاذ فرحان علي حسن في تشكيل كيان نقابي أصبح ركيزة صلبة قوية داعمة لشوؤن وقضايا الإبداع (ونجح باقتدار) في تصدر المشهد الثقافي والإبداعي وتذليل كل الصعاب والعثرات التي كانت توجه النشاط الفني في عموم المحافظات الجنوبية. الحديث عن الفقيد فرحان علي حسن متشعب وله أبعاد ورؤى متداخلة ويحتاج للخوض فيه ليس الى سطور بل الى كتاب يؤرخ مرحله هامة من حياتنا كمبدعين ارتبطت بإتحاد الفنانين وحنكة قائده الذي كان محل احترام و تقدير وإعجاب كل من أنتمى لذلك الصرح النقابي المهني العملاق. أتسمت تجربة نجاح إتحاد الفنانين في عهد فقيدنا الأستاذ فرحان بالرصانة والشفافية وبدقة ونزاهة الجوانب الادارية والتنظيمية وقدرتها (الاستشرافية) في قراءة الواقع الفني الابداعي حينها وتبني العديد من المشاريع والمبادرات التي ساهمت بفعالية في النهوض والارتقاء بمجريات الواقع الإبداعي والفني والنقابي. هذه السطور المقتضبة نبذة مؤجرة أردنا تدوينها للأجيال القادمة كمرجعية هامة يجب الاستفادة والتعلم من خبراتها إذا أردنا البحث والخوض في تشكيل كيان نقابي وإتحاد مماثل في قادم الأيام وما أحوجنا اليه في هذه المرحلة الحرجة والصعبة. تغمد الله فقيد الوطن الأب الروحي لكل المبدعين والمناضل الشهم الزاهد المتعفف الاستاذ فرحان علي حسن وأدعو الله ان يسكنه فسيح جنان الخلد.