تعد اليمن نقطة محورية بين قارات العالم القديم، وفي القلب منها تعزوعدن بحكم موقعهما الاستراتيجي المطل على باب المندب وخطوط الملاحة الدولية. تدفع تعز من ثلاثة أعوام ثمن موقعها الهام في قلب الخريطة، وتحديدا، بعد استعادة الجنوبيين أرضهم من (المحتل الشمالي)، ولا يستبعد استقلال الجنوب. وفي حال، استقل الجنوب نتيجة السباق الإقليمي والدولي على مفتاح القارات الثلاث (باب المندب)، وتعذر إنهاء الإنقلاب الإمامي ستكون تعز أكثر من كونها الآن ريف عدن ومربط المضيق. عسكريا، تعز الساحل في قبضة التحالف، والمدينة بيد جماعات الشرعية، فيما يتمركزالإنقلابيين في ضواحيها، وليس هناك توجه لرفع الحصار عنها سوءا بالحسم العسكري أو بالحلول المؤقتة . منذ البدء يشدد الحوثيين في حصارهم على مدينة تعز، والتواجد في ريفها الجنوبي والغربي باعتبارها المناطق الأقرب لخلط الأوراق العسكرية والسياسية والعودة إلى مضيق باب المندب، والتحكم بخطوط الملاحة الدولية. لقد حسم التحالف معركة المضيق وتأمين خطوط الملاحة الدولية بالسيطرة على مديريات المندب وذوباب والمخا وموزع غرب تعز، ومديريتي الخوخة وحيس جنوبالحديدة، والمعركة التالية لم تحدد وجهتها بعد. تشير التوقعات إلى أن الوجهة التالية غربية باتجاه الحديدة لا شرقية نحو مدينة تعز لأسباب مختلفة، أبرزها، مخاوف التحالف من تحرير المدينة، وتمدد نفوذ خصومهم إلى الساحل بحكم ارتباطهم بمشروع آخر يتربص بالتحالف في القرن الإفريقي. هذه ليس تكهنات بل مخاوف متزايدة عبر عنها قادة التحالف خلال العاميين الماضيين بالأفعال والأقوال، ويبدو الشرعية وقواتها عاجزة عن التحرك عسكريا بمفردهم، ويظهر - جليا- استفادة الأطراف المحلية والإقليمية من بقاء تعز عالقة بين الجنة والنار إلى أجل غير معلوم.