يبدو أن السفير البريطاني وبقية السفراء الأوروبيين جاءوا إلى عدن لفرض الوصاية على الجنوب في سبيل أطالة عمر الحاكم و الاحتلال المتخلف على جنوبنا الحبيب , وتمرير المبادرة الخليجية التي لم تذكر فيها القضية الجنوبية ووضعها السياسي الحقيقي في بنودها. يبدو ان القبطان هنس الذي أتانا جواً هذه المرة من صنعاء برفقة بقية القراصنة الأوروبيين في هذه الفترة لاستشعارهم ان الجنوب خطر حقيقي على بقايا النظام الذي يتضح لنا انه تربى وترعرع في أحضانهم ليكون أداة وشوكة في خاصرة الشعب في الجنوب و في الشمال ,ولكي يحبط كل المشاريع الوطنية الكبرى منها التحررية والتغييرية ابتداء من الثورتين أكتوبر وسبتمبر مرورا بمشروع الوحدة الذي كان لهم دورا كبيرا في تحويله إلى احتلال بغيض .
الاحتلال البغيض يجب أن يزال ... وسيزال بسواعد الرجال ودون الحاجة لدعمهم أو مساندتهم رغما عن انف الاستعمار القديم والجديد .
القبطان هنس الجديد يبدو من حداثة سنه لا يعلم ان أبائه دفنوا في هذه الأرض الحرة , وخرجت بريطانيا بخفيي حُنين مدحورة وهي في اوج قوتها قبل ان تشيخ وتهرم .
واعتقد انه المندوب السامي او الحاكم العسكري للجنوب فقام يعطي التوجيهات والإرشادات (الملكية) لممثلي الحراك الجنوبي ،اعتقدا إننا بعد ان طردنا أبائه من الباب سنسمح له بالعودة من النافذة .
" المهرج هنس الصغير" لم يعلم إننا مستقلين وأسياد على أرضنا ولم ولن نقبل وصايتهم بل ولن نقبل التدخل في شؤوننا بالمطلق وفي سبيل ذلك نحن كثورة شعبية جنوبية (حراك) مستعدين لمد أيدينا والتحالف مع كل القوة الوطنية التي لم تفرط بالسيادة وترفض المبادرة الخليجية مثل الإخوة (الثوار الأحرار الشباب "واخص شباب تعز " والإخوة الحوثيين ) ليس لإسقاط النظام فحسب بل وتكرار دحركم كما فعل أبائنا في أكتوبر 1963م ونحن قادرون على ذلك "انا وابن عمي على الغريب " .
و من هنا ادعوا أبطال الحراك الجنوبي السلمي وإبطال الثورة الشبابية لجمعة غضب من هذا التدخل الأجنبي السافر والانتهاك المتكرر لحريتنا وسيادتنا في أوطاننا والذي اخذ أشكالا متعددة منها العسكري كما حصل "في المعجلة" وصادف في ذكرى المجزرة التزامن مع تدخلهم السياسي والدبلوماسي في عدن يوم أمس الموافق 17ديسيمبر2011م وهذا دليل قاطع على عدم تقدير تضحياتنا فساوموا بمبادرة فاشلة . كلنا أمل ان تكون هناك جمعة ترفض انتهاكاتهم وتدخلاتهم المتكرر "جمعة رفض التدخل الأجنبي وطرد سفراء المبادرة وعلى رأسهم بول بريمر وهنس الصغير " وأنها لمرحلة تاريخية لشباب الثورات السلمية .
رسالة قصيرة:تلقيت سيل من الردود على مقالي السابق ( حكومة النفاق ) من مرتزقة نظام الاحتلال "حاكم - لقاء مشترك " وصل بعضها لشتائم , ولن أرد عليهم في مقال أخر لأنني سعدت كثيرا بردودهم وتيقنت ان مقالي وقع على رؤوسهم"كجلمود صخر حطه السيل من علي " كما قال امرؤ القيس . *خاص عدن الغد