بعد أكثر من 9 أشهر لاشتعال الحركة الشعبية المعارضة والمؤيدة وركوب مسميات موجة الثوار الشباب، وكادت معالم الشد السياسي أن توصل اليمن لكارثة لا يحمد عقباها، انقلب السحر على الساحر وتوصل الفرقاء السياسيين لاتفاق وذلك بتقدير السميع العليم. فبعد التوقيع ولحظات الاتفاق التي احتضنتها العربية السعودية بحضور وبروتوكول رفيع المستوى، ظن الموقعون أنهم سيستطيعون عليه صبرا فانشغلوا بآليات تنفيذ المبادرة بسقف زمني محدد وواضح وللأسف تناسوا أهم مسؤولياتهم بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني كأنهم يرودون من يذكر, رغم كل حيثيات وتراكمات ماغفلوا عنه ويا خوفي إن يصدروا بيان يستدلون فيه بقوله تعالى: (ما أنساني هو إلا الشيطان أن اذكره) فننقلب على أثارنا قصص. الشباب والجنوب وصعده مثلث يتكون من كلمات من أربعه أحرف ولكن تشكل ورقة ضغط لابد أن تأخذ بالحسبان فزيارة المبعوث الأممي ولقاءه لمكونات المثلث لا تكفي رغم أن بن عمر يشكر لتلك الزيارات، أيعقل أن يأتي رجل همام للمشاركة بإيجاد حل لبلد انشغل أبناءه بكيفية تكييف النزاعات للوصول لغايات ومصالح شخصية. ربما أكون قد أسرعت بمفردات هذا المقال بالحكم على مساعي الوفاق في إيجاد معالجه لمثلث (الرعب) كون حكومة الوفاق حديثة الولادة، فالحرص على الأرض والانتماء الوطني سببان رئيسيان لكتابة اسطر مقال. الشباب وكما يبدوا كانوا ضحية عمل فوضوي منظم فلا حول لهم ولا قوة خصوصا بعد اختيار الساسة الحل السياسي، أما الجنوب هو الآخر يعاني معاناة من نوع آخر، سببه المتنفدون من الجنوب والشمال اللذين عتوا في الأرض فسادا وأوصلونا لما نحن عليه من دعوات فك الارتباط والفدرالية وغيرها من مسميات شارع اليوم. وصعده لها مسار يخالف سابقاتها فهي تعاني الأمرين بتوسع رقعة التشدد الطائفي رغم أن كلا الفريقين يشهدون (أن لا إله الله محمدا رسول الله) فعلى ماذا هم مختلفون؟ تراكمات ستة حروب بصعده ونزوح آلاف الأسر، وظلم طال الجنوب أرض وإنسان، ولعب بورقة حركة الشباب، (الفته نائمة لعن الله من أيقضها). نعم هناك حقوق سلبت من أصحابها في كل جزء من مثلث (الرعب) بل ما زاد الطين بله تغافل متخذو القرار في حل تلك التراكمات التي نرى نتائجها على 23 مليون نسمه ب22 محافظة يمنية. لنترك كل مفاهيم الطائفية والمناطقيه جانبا ولنفهم جمعينا أننا (يمنيون) بألواننا ولهجاتنا وعاداتنا ولا نسمح بإقصاء الأخر مهما كانت توجهاته السياسية والدينية ولنعمل على هذا الأساس لنحقق (العدل)، رغم أن كل جزء رباعي الحروف يرى العدل في مبادئه وطريقته للوصل لهدفه وهذا شي شرعي لكل أطراف المثلث وغيرهم. لحكومة الوفاق إياك أن تتحولي لنفاق ويجب أن يدرج الشباب والجنوب وصعده في أوائل مهامكم الشاقة والله المعين، والله على ما أقول شهيد.