اليوم 26/ابريل يصادف الذكرى التاسعة لرحيل الكاتب الصحفي الكبير والأستاذ القدير عادل الأعسم الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من العام 2009 في العاصمة المصرية "القاهرة". ومع حلول ذكرى رحيل الأعسم ذلك الصحفي الشهير والقلم المتميز الذي أوجد لنفسه مكانة بارزة في البلاط الصحفي اليمني والعربي تربع من خلالها على قلوب القراء في كل مكان. الأعسم ذلك القلم الأنيق والجري والشجاع في آن واحد كتب قصة حياته الصحفية بأحرف من نور على جداريات قلوب الملايين من البسطاء. قلم صحفي لم تجد الصحافة اليمنية بمثله خلال السنوات الأخيرة. قلم نذر نفسه للمواطن وسخر ملكاته الإبداعية لتناول قضاياه وهمومه ومعاناته وانحاز لمطالبه غير آبها بجبروت النظام ووسائله القمعية وتهديد ووعيد رجالاته وإغراءاته ايضا. برز الاعسم كصحفي متميز في ضل وجود كوكبة من الكتاب الصحفيين الكبار الذين لايقلون عنه تميزا ولكن اختياره الانحياز إلى جانب المواطن جعل منه الأكثر تميزا وبروزا. واليوم ونحن في رحاب ذكرى رحيله الثامنة والصحافة تعيش واقعا مغايرا مختلفا عن واقع الاعسم وفي زمنا مختلفا عن زمان الاعسم وجيله من العمالقة تنتابني الحسرة وتتملكني مشاعر الأسف على ذلك الواقع وذلك الزمان الصحفي الراقي والجميل. فواقع الصحافة اليوم مزري بكل المقاييس وذلك كونها أضحت مهنة من لامهنة له وتحولت بفضل الكثير من الدخلاء عليها الى مصدر للاسترزاق والفتن بدلا من الوفاق والإصلاح والتوعية. اليوم امتطى صهوة الصحافة وهنا أتحدث عن عدن والجنوب بالتحديد جيل صحفي معظم كباره مرتزقه وسلعة رخيصة لمن يدفع أكثر في سوق المكايدات السياسية ،متسلحون بمنطقيتهم النتنه وصغاره متسرعون متلهفون للشهرة باحثون عن موطئ قدم لهم في دواوين رجال السلطة وعلى موائد أباطرة المال والتجارة البلاط الصحفي اليوم ملئ بالشوائب التي جعلت منه مرتعا للجهلة وإنصاف المتعلمين وعديمي الموهبة. البلاط الصحفي تعرض لغزو كبير من رواد الفيسبوك والواتس اب وتويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي لتفقده قدسيته ومهنيته ورونقه المهني والإنساني. الخلاصة أن زمن الراحل الكبير عادل الاعسم ومن على شاكلته من جيل الكبار لم ولن يتكرر، زمن ذهب مع أهله إلى غير رجعة تاركا لنا الحسرة تؤرقنا والألم يعتصرنا عليه وعلى رجاله الكبار وتميزهم ومهنيتهم ووطنيتهم وانسانيتهم. اليوم نحن السعداء كوننا عشنا زمانكم وعايشناكم وشهدنا على نتاجكم وإبداعاتكم وماسطرته أقلامكم ونتائج تناولاتكم وانتصاراتكم على قوى الفساد ولصوص قوت الشعب وناهبي ثرواته وخيراته وتشرفنا بحضور ومتابعة حروبكم الضروس معها والحاق الهزائم بها على الرغم من كل الفوارق بينكم وبينهم وانتصاراتكم عليهم. رحمة الله الواسعة تغشاك استاذي ومعلمي وصاحبي ابا محمد ورحم الله زمانك وقلمك ومهنيتك ومواقفك ومبادئك وإنسانيتك ونزاهتك وشجاعتك. وأسأل الله العلي القدير أن يغفر ذنبك ويسكنك فسيح جناته ويلهمنا نحن تلاميذك ومحبيك وعشاق قلمك الصبر والسلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون