إن مرد الانتكاسات المتتالية التي يغرق فيها اليمن على جميع الأصعدة، لا يرجع إلى ضعف الإمكانيات ولا إلى قلة الخبرات بل هي راجعة بالأساس لطبيعة حكومة ونظام طبيعته سلطوية تحكمية فاسدة لأهم لها سوى ان تحتكر السلطة والثروة ولا تسمح بمنازعتها في إحداهما. لقد أجهزت حكومة بن دغر وبصمت رئاسي على العمل السياسي وجدواه وعلى السلم الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي والخدماتي ، وأفسدت الأحزاب وأفرغت كل المؤسسات من وظائفها الأساسية في التأطير الحقيقي والتمثيل الكامل للشعب ثم تطمع في مقابل هذا الإفلاس السياسي أن يبارك اليمنيين سوءاته دون قيد أو شرط في ظل توالي فشلها السياسي وخيبات الأمل ، وتجدر فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية، وتكسير حاجز الخوف، وترسيم سلطة الشارع.. إن عمق الأزمة السياسية وتحذرها لن يفقد القوى السياسية الحية من مختلف المشارب الفكرية والسياسية الأمل و الإصرار في البحث عن وطن أفضل شمالا وجنوبا ، وهو مايؤكده الصوت الوطني في الجنوب والشمال وفي جميع المناسبات. أن المخرج من الأزمة لن يكون إلا من خلال عمل سياسي ومجتمعي يشارك و يتحمل فيه كل الطامحين للتغيير للأفضل وإنهاء الحرب ،مع التأكيد أن كل من يسهم في تكريس الإقصاء والتخوين في صف المناهضين للفساد يقدم خدمة جليلة للفوضى واستمرار الحرب . لذلك سيبقى سعي جميع القوى السياسية الوطنية جادة في الدعوة للتواصل التنسيق مهما كانت العقبات ، هادفة لتأسيس عمل وطني مشترك نتعاون من خلاله فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، بل ليكن الحوار الهادئ طريقنا لاستيعاب التباين الإيديولوجي والفكري والتأسيس لآليات تفيد في تدبير ألاختلاف وتجعل منه عامل قوة في مواجهة الفاسدين . إن بلدنا اليوم، يعيش وضعا استثنائيا خطيرا، لا سبيل لتجاوزه إلا بإرادات استثنائية تبحث فعلا، وليس قولا فقط، عن مصلحة اليمن واليمنيين شمالا وجنوبا . وهي دعوة للتحالف العربي أن تدرك بان استقرار اليمن هو من استقرارها وأمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج كمقدمة لوجود أمن قومي عربي و ذلك لن يأتى “إلا بدعم الأخوة الأشقاء نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها وفرض سلطتها عبر بناء جيش وطني حقيقي لإدراكنا بما يمثله المشروع الانقلابي المدعوم ايرانيا من خطورة يمنيا وخليجيا وكذا نتيجة فشل الحكومة في إدارة الأراضي المحررة وان تحرير المزيد من الأراضي لا يعني سوى تسليمها للفوضى غير عوامل تأخير الحسم وغياب الرؤية المشتركة لدى الشرعية والقوى المؤيدة لها وإخفاقها في إدارة المناطق المحررة وتثبيت أمنها واستقرارها وتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية للسكان والعجز عن توفير الخدمات الذي ساهم بشكل كبير في خلق حالة من الاستياء وضاعف معاناة الناس وادى الى اتساع ظاهرة الاختلالات التي تشهدها المناطق المحررة نتيحه سياستها وخاصة معادتها للقيادات الجنوبية وللمشروع السياسي الجنوبي بتقرير مصيره ...