وداعا يأمن رسمت البسمة على شفاه المرضى وداعا يأصاحب الوجه البشوش والصدر الرحب وداعا ياطبيب الفقراء والمساكين وداعا ياطبيب الأرامل والثكالى والمحتاجين. ففي ليلة من أقسى ليالي العمر وأشدها وأصعبها بالتحديد عند الساعة السابعة مساء وقبل أذان العشاء بدقائق فاجأني خبر هز وجداني وحرك مشاعري. خبر نزل علينا كالصاعقة خبر ترك الوجع والحزن في قلوبنا جميعا إلا وهو خبر وفاة الطبيب وصاحب القلب الكبير والبسمة التي لا تفارق وجهة (محمد عبدالله حسين السرائيلي ) الذي خطفة القدر بدون استئذان وسابق إنذار أثر مرض عضال الم به ، فبموته بكى وحزن عليه كل بيوت دثينة بل والمنطقة بشكل عام. كيف لا وهو دكتور الفقير والضبحان والمحتاج والطفل والمرأة العجوز وغيرهم كثر. رحل عنا ( أبو كريم) وترك بعده حزن وألم ووجع داخل كل بيت رحل عنا الطبيب الوحيد في هذا العالم الذي لا يعالج المرضى بالدواء أو الإبر وإنما بالابتسامة والكلمة الطيبة. رحل عنا صاحب الأيادي البيضاء والخير الوفير فسيرته الذاتية عطرة ومليئة بالنضال والكفاح في سبيل كسب الرزق الحلال. فالمرحوم السرائيلي من مواليد 21 مارس 1972م ووفاته كانت 17 مارس 2018م وفي يوم السبت انتقل الى قريته الثانية الخديرة في عام 1995م فقام بفتح اول مستوصف له في هذا التاريخ إلى أن تدرج في مجال التطبيب حتى وافته المنيه فلا يسعنا أن نقول في هذا المقام إلا هذا البيت الشعري ولولا كثرة الباكين حولي ** على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكيني مثل أخي ولكن ** ابكي النفس عن السرائيلي جاني خبر في السابعة هز وجداني ** خبر وصل صداه القاصي والداني خبر وياليته تأخر حتى رتب احزاني ** حتى أصدق هول الصاعقة وكل من جاني بكت عليه جبال الكور وثرة وزارة وكل متعالي ** وكل إنسان تطبطب على يده بإبرة ولو شاني. فرحم الله فقيدنا وحبيبنا ونسأل الله أن يسكنه في جنات النعيم مع الصديقين والإبرار والشهداء والصالحين فلأحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأنا لله وانأ اليه راجعون.