كما نرى في فضاءات عالمنا الفسيح شمسآ تشرق كل يوم وتنسج خيوط أشعتها في ارجائه فأنه لابد من بزوغ فجر آت تنبلج من صباحاته اشراقات الأمل .. فجر قادم يحمل معه تباشير الغد المشرق والوضاء المعبرة عن طموحات وتطلعات الناس في العيش بعزة وكرامة وشموخ وفي وطن يسوده الامن والاستقرار والعدالة والحرية والمساواة . فجر قادم لا محالة سيتمخض عن افرازات ثورات التغيير العربية التي أندلعت مؤخرآ .. تلك الثورات التي انتصرت بعضها على طواغيت جبابرة وفي طريقها للانتصار على طغاةآخرين .. طواغيت حكموا شعوبهم بالنار والحديد عشرات السنين ولم يكتفوا بتلك الفترات الزمنية للتخلي عن الحكم بل يتمادون في غيهم وطغيانهم ولا يتنازلون عن عروش الحكم الا بعد سفك دماء شعوبهم وتركهم حمامات من الدماء الطاهرة تسفك هنا وهناك ولن يتركوا السلطة الا مجبرين بثورات شعوبهم وتكون نهايتهم المحتومة ان يسقطون عن عروش الحكم اما مقتولون او منفيون او ماسورون لتلفظهم شعوبهم الى مزبلة التاريخ...
والثورة الشبابية اليمنية كجزء لا يتجزأ من ثورات الربيع العربي تميزت بسلميتها رغم اندلاعها في بلد يكتظ بأكثر من 60 مليون قطعة سلاح ( كلاشنكوف) وغيرها من الاسلحة الأخرى ..بلد يتواجد فيه السلاج في متناول الجميع ولكنهم آثروا تركه جانبآ وصمدوا في ساحات الحرية - لأكثر من 10 شهور - بصدور عارية يهتفون باسقاط النظام ومحاكمة رموزه .. وهاهم اليوم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق كامل الاهداف السامية التي جاءت من اجل تحقيقها ثورتهم الشبابية العظيمة التي اصبحت مثالآ رائعآ لثورات الشعوب .
هذا الثورة الرائعة أقتربت لحظة أنتصارها وحملت حمامة السلام اليمانية " توكل عبدالسلام كرمان " الناشطة في مجال حقوق الأنسان والفائزة بجائزة نوبل للسلام بشائر النصر القادم من خلال تعريفها بالثورة الشبابية اليمنية وسمو اهدافها في كل المحافل والهيئات الدولية والعربية والأقليمية .. حمامة السلام اليمانية حلقت في سماء اوروبا وامريكا لتنقل الى العالم اجمع عنفوان ثورتنا الشبابية وسلميتها الحضارية المستمدة قوتها من صمود الثوار وصبرهم على عناد وجبروت اعتى نظام مستبد لم تعرف اليمن مثيلآ له ولم تشهد أسوأ منه على مر التاريخ .
حمامة السلام اليمانية "توكل كرمان " عادت الى بلادها اليمن قبل ايام قلائل من رحلتها المكوكية الى الخارج .. عادت وهي تحمل على أحد جناحيها غصن الزيتون رمزآ للسلام وتحمل على جناحها الآخر بشائر الخير للنصر القادم والمؤزر لثورة الشباب اليمانية التي شكلت علامة فارقة ومتميزة عن غيرها من ثورات الربيع العربية بل وثورات العالم أجمع .
الجناح الطائر توكل كرمان وسفير اليمن لكل المحافل تاريخ حافل بالدفاع عن الحريات والحقوق وبالثورة ضد الظلم والجبروت والطغيان ..شاركت توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام في العمل السياسي المستقل والنابع عن المعاناة الشعبية التي أفضت في نهاية المطاف الى اندلاع الثورات الشعبية في زمن الربيع العربي المطالبة بالتغيير واسقاط الأنظمة العتيقة التي عفى عليها الزمن .. توكل كرمان الثائرة صرخت بصوت الثورة في جميع ساحات وميادين الحرية والتغيير لتجسد بالملموس دور المرأة العربية واليمنية في المشاركة الفاعلة سياسيآ وحقوقيآ وشبابيآ وشعبيآ ومجتمعيآ .
توكل كرمان حمامة السلام وسفيرة اليمن تؤكد مجددآ بعد عودتها من الخارج ان الثورات تقوم لتنتصر ومنذ مجيئها ازدادت الساحات زخمآ وعنفوانا ثوريآ. كنا نأمل ان تنال توكل كرمان مقعد وزاري في حكومة الوفاق لتصحح من موقعها المسار الثوري لما من شأنه خدمة شعبنا وتحقيق تطلعاته وآماله وامانيه .. ونثق بان الثورة ستنتصر وان الفرج آت لا محالة ونقول للناشطة توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام عدت وعاد الزخم الثوري والألق الشبابي مجددآ وبقوة الى ساحات الثورة وان النصر لقريب . *عدن الغد