أصبحت الحكومة اليمنية بين خيارين كلاهما مر. الخيار الأول: الإستغناء عن دور الإمارات العربية المتحدة ومعنى ذلك دخول البلد عمليا في حرب عصابات أكثر مما هو حاصل الآن. في حال اتخذت الحكومة اليمنية قرار الإستغناء عن دور الإمارات، فإن الإمارات ستقوم بدعم مليشيات الحوثي ومليشيات الحراك والجماعات السلفية والصوفية وبقايا النظام السابق وسيشعلون الحرائق في كل مكان. ولذلك، لا زالت الحكومة اليمنية تحاول جادة إصلاح العلاقة بينها وبين الإمارات في إطار منظومة التحالف العربي. يبدو أن الإمارات عازمة على تنفيذ مشروعها التوسعي الجهنمي الاستعماري ولو أدى بها ذلك للدخول في مواجهة مع الشعب اليمني. لا نريد لهذا السيناريو أن يحدث لأن العواقب ستكون وخيمة ليس على اليمن فحسب ولكن على المنطقة بالكامل.
تعول الحكومة اليمنية على السعودية في حل الخلاف بينها وبين الإمارات. لا نعرف هل تعهدت المملكة العربية السعودية بخروج القوات الإماراتية من سقطرى خلال اليومين القادمين؟ الرئيس هادي وحكومته هم من يستطيع الإجابة على هذا السؤال. من خلال الأحداث، يبدو أن السعودية أصبحت تعاني من سياسة الإمارات مثلها مثل الحكومة اليمنية. تخاف السعودية أن تقول لا للإمارات، وبالتالي ستقوم الإمارات بفضح السعودية في المحافل الدولية وتزود المنظمات الدولية بوثائق أن الحكومة السعودية متورطة في سفك الدماء اليمنية ودعم الإرهاب وووالخ. نأسف لهذا الواقع المزري، لأن المواطن اليمني هو من يدفع ثمن هذه السياسة الحمقى والصبيانية.
الخيار الثاني: التعامل بسياسة النفس الطويل مع الإمارات حتى يتم القضاء على جماعة الشر الحوثية، ولكن ليس على حساب المصالح العليا والسيادة اليمنية وهذا ما تقوم به الحكومة اليمنية حاليا. موقف الحكومة اليمنية حتى اللحظة مشرف ويصب في الاتجاه الصحيح وعلى الحكومة اليمنية أن تكثف من حضورها على الأرض وكشف الحقائق للمجتمع الدولي. أما بالنسبة للإمارات فقد انكشف دورها وأهدافها ألغير أخلاقية. كان لوسائل التواصل الاجتماعي والاحتجابات الشعبية في جزيرة سقطرىاليمنية دورا بارزا في كشف جرائم الإمارات في الجزيرة. أجبرت الإحتجاجات الشعبية اليمنية دولة الإمارات على الخروج ببيان عبر وزارة خارجيتها يؤكد على يمنية جزيرة سقطرى وعلى أن الإمارات العربية المتحدة تعمل في إطار التحالف العربي وليس لديها مطامع في الأرض اليمنية. يعتبر هذا البيان إنتصارا للشرعية اليمنية، وإن كنا نعرف ويعرف الجميع أن أعمال الإمارات على الأرض عكس كل ما تصرح به تماما، فهي تعمل دائما في الإتجاه السالب. لكن، مثل هذه البيانات الرسمية تفضح الإمارات أمام الرأي العام الإقليمي والدولي وفي الأخير سترضخ للأمر الواقع.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستستمر الإمارات في افتعال الأزمات مع الشعب اليمني كي تمرر مشاريعها ألغير موفقة؟ من وجهة نظر كاتب هذه السطور، لن تستطيع الإمارات تمرير مصالحها ولو لم يكن لدينا حرب مع مليشيات طهران في شمال اليمن ما تجرأت الإمارات أن تستفز الشعب اليمني بهذه الإجراءت التعسفية والعنتريات ألغير مجدية من خلال نشر قواتها في جزر وسواحل اليمن.
ختاماً...نؤكد لدولة الإمارات أنها لن تنتصر في اليمن وسيهزم مشروعها في اليمن مثلما هزم في تركيا وشمال سوريا والعراق، وليبيا والصومال وجيبوتي والسودان والأيام القادمة ستثبت صحة ذلك. ولذلك، بمجرد هزيمة الانقلاب في صنعاء سينتهي الصراع الإماراتياليمني وستخرج الإمارات من اليمن وسيبقى المواطن اليمني سيد أرضه. نأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل. كما نأمل من الأشقاء في السعودية ان يحسبوها صح وأن يعرفوا أن الإمارات أصبحت تهدد أمن وسلامة جغرافيا المملكة واليمن وأعمالها على الأرض تثبت ذلك. ستكون الأيام القادمة سوداوية على التحالف العربي وخاصة السعودية، إذا لم يساعدوا الشعب اليمني بصدق حتى يتم هزيمة المليشيات الانقلابية الحوثية. حفظ الله اليمن وشعبها.