خلال الأيام وبعد عودتي من الاغتراب كنت اسأل عن حال بعض الأصدقاء الذي كانوا معنا في الغربة وعادوه إلى وطنهم مطرودين ومرحلين وكلما اسأل عن شخص أجد الإجابة انه في المخا في جبهات الموت مع إنني اعرف الكثير منهم غير مؤمن بالقتال خارج حدود الجنوب واستغربت من تواجده هناك طلبت رقم احدهم من أخوه لكي اسأل عن أحواله واتطمن عنه ومن خوفي أن لا التقيه كما لم التقي الشهداء الذي قبله وياكثرهم . اتصلت عليه ودار نقاش بيننا بعد أن تطمنت على حاله وسألته ما الذي دفع بك إلى المخا وأنت كنت واحد من الأشخاص الذي يحذرون وينصحون بعدم الزج بشبابنا هناك ضحك ضحكت البائس وقال لي جار علينا الزمن وفرض علينا واقع مرير ستدركه في قادم الأيام ياصديقي .
قال لي بسألك سؤال وان جاوبتني بصدق ستجد إجابتي عن سؤالك في إجابتك لي قلت له ما هو سؤالك قال إذا خيرت بين أن تموت أنت أولا أول أولادك فماذا تختار !؟ قلت اختار موتي بكل تأكيد قال هذا هو الذي فرض عليه أن اذهب إلى المخا للموت لكي لا أرى أولادي يموتون جوع أمامي 4 أشهر بعد عودتي أخر الأيام كنت عاجز عن توفير لهم ابسط مقومات الحياة وكنت ابحث عن عمل ولم أجد كما تعرف أن لا وجود للعمل لكي أعيلهم حاولت ابحث عن تسجيل في الجيش أو الأمن أو إي عمل في الجنوب ولكن دون جدوى أغلقه كل الأبواب أمامي فذهبت ومن أول يوم إلى المخا سجلوني وانا غير مقتنع في المخا فقط يطلبون منك سلاحك ويسجلونك خلال يوم واحد لا تحتاج إلى واسطة ولا شي لان الموت لا يحتاج إلى واسطة .
انتهى كلامي معه وتمنيت إنني لم اسأله ولم اسمع جوابه لقد أوجعني كثير ما قاله لي واعتقد أن الحال فرض على الجميع الذهاب إلى هناك الذهاب كما قال صديقي أموت ولا أرى أولادي يموتون ... نعم كنت انا احد المنتقدين للشباب الذي يذهبون إلى جبهات الساحل الغربي ولكن بعد أن سمعت هذا عرفت أن الشباب لا يملكون إي خير أخر سوى ما قاله صديقي . هنا وقفت اتامل وأتذكر قوافل الشهداء الذي فقدناهم هناك كيف كان وضعهم هل اختاروا الموت خوفا على حياة أولادهم وأهلهم !؟وما مصير أهلهم وأولادهم بعد موتهم !؟هل سيأتي يوم وأكون هناك ولنفس السبب الذي قاله صديقي !؟ والى متى يستمر هذا الحال !؟.
ماذا يريد تجار الحرب مننا حتى يرضون أن نعيش بسلام امنين أصبحنا وقود لحرب لا ناقة لنا بها ولا جمل أصبحنا وقود نحرق أنفسنا في جبهات الموت مقابل أن يعيش عصابات وتجار الحروب . الوضع كما شاهدته في الجنوب لا يسر العدو قبل الصديق لا وجود للحياة لا امن ولا أمان ولا خدمات ولا طرقات ولا إي شي يبشر بالخير أو أن في بوادر انفراج لمعانات الناس . كنا نحلم بوطن امن نعيش فيه بكرامه ولكن مع الأسف الشديد أن الروح الذي كنا نتحلى بها خلال ثورتنا التحررية والى بداية الحرب ومروراً بتحرير الجنوب ضاعت تلك الروح وذالك الوازع الوطني والتلاحم واستبدلوها تجار الحرب بزرع الكراهية وحب الذات والمصالح الشخصية وغاب الوازع الوطني الذي كنا نتحلى به وأصبح كل واحد مننا يبحث عن ما يسد به جوعه ومع إي طرف من الأطراف المتصارعة لكي يعيل أهله بعد أن أذلونا وجوعونا أصبحنا فريسة لهم يتاجرون بنا كما يشاءون أصبحت الأوضاع كما وصفته لكم بل أمر وأمر وهذه هي الحقيقة ومن يقول غير ذلك هم بائعين الوهم لشعبنا .
أصبحنا أدوات بيد التحالف وأصبح شبابنا وقود لحرب لم نجني منها سوى الموت والدمار والخراب صدقنا مع التحالف حين قاتلنا معه وكان عندنا أمل أن جزاء الإحسان إلا الإحسان ولكن مع الأسف الشديد مارسوا ضدنا أبشع الجرائم حاربوا كل شي جوعوا الشعب وأنهكوه حتى تحقق ما يريدون أن نسلم لهم رقابنا يأمرونا كما يريدون لنقاتل من اجل فتات لا يسمن ولا يغني من جوع... إخواني الكرام من يعيشون خارج حدود وطني الجنوب إياكم وان تصدقوا ما يقوله المرتزقة في إعلامهم لاوجود لما تسمعوه من المرتزقة وأصحاب شكراً هولا مرتزقة يكتبون مقابل المال فقط يصورون واقع غير الواقع الموجود . قسم بالله والذي نفسي بيده ان هذه هي الحقيقة وإياكم أن تصدقون ما يصوره أصحاب الإعلام المأجورة... الواقع مرير ومن أراد منكم النصيحة فليتمسك بعمله رغم الظلم الذي يمارس عليكم إلا انه عدل مقارنه بواقع الجنوب ... تحالف يوفر لك أدوات الموت بمليارات بينما يستكثر عليك أن 10٪ منها لتسخيرها لوسائل الحياة . هذا لا يعتبر صديق بل عدوا أطلت عليكم ولكن حاولت أوصف لكم بعض الحقيقة لكي لا ينصدم أحدكم كما انصدمنا ... من ارض الواقع من وطن محتل يقبع تحت أبشع احتلال عرفه التاريخ...